عن مستهلكات العالَم:
إذا كان سيوران يحلم بعالم يموت فيه من أجل فاصلة،فأنا أحلم بعالم نصنعه من فاصلةٍ تباغتُ اللغة والترتيب. من مذكرات جرادة مدفونة في ورقة. من ظل النار تحت شمس شتوية. من الحركة رقم (3) في سلسلة تعليم الباليه؛ «المستوى الأول».
من انحاءة سِنَّارة؛ يُنَاظره ركوع جَدَّة مُطوَّل. من نضارة صبر يُكْثرُ من شرب منقوع المثابرة،من جَلد الاستمرار... الفاصلة التي تنتأُ بالعالِم عن مستهلكات العالَم.
مخرج (0) مُكرَّر:
لن نحيا بشكل متساوٍ بلا هرب. بلا قسط من الحياة،وطبقة سفلية من السخرية الجادة. على أخف تقدير؛ التحديق في ذاتك يمنحك مسوَّدة لجوهر تصيُّر الأشياء،ولو من باب التخمين،والتخبط! فلم يعد في ضيقنا ولا وسعنا إصدار تكشيرات للحياة في كل مرَّة؛ تتنكر في هيئة «دونت بالسُّكَر»! على كل هذا الرواج من التجمل،والحيطة،والنظر ثلاثي الأبعاد أن يكفوا عن ابتياع الأعصاب الطازجة الدافئة! لا أدري مم كانت تشكو الأعصاب المُجمدة؟!
وإذا كنتَ متفرجًا دقيقًا*:
لا توجد إرادة حرة،لا توجد متغيرات؛ ثمة أنماط فقط.
أنماط تعلو أنماطاً. أنماط تؤثر في أنماط أخرى. أنماط تُخبؤها أنماط. أنماط مُضْمَرة في أنماط،وإذا كنت متفرجًا دقيقًا؛ فإن التاريخ لا يفعل شيئاً. إنه يعيد نفسه وحسب،فما نسميه فوضى؛ ما هو إلا نمط لا نُقر به.
وما نسميه عشوائي؛ ما هو إلا نمط لا نفك غموضه. ما لا نستطيع فهمه؛ نسميه تُرَّهة،ما لا نستطيع قراءته؛ نسميه رطانة. Chuck» Palahniuk»
راحة المساء حدّ الحقل:
في أحيان مستمرة،وحين ينتهي نهاري (نهار الناس) إلى الثالثة عصرًا؛ يتوجب عليّ العمل بالحياة وفقًا للحياة. المساء،الليل،الظلام،العتمة.. كل هذا التدرج المترادف،واللون المتشابك؛ يضعني في تركيبة انشغالات أخرى،ويفلتني وفق تصميماتها الداخلية. تتوالى الأعراض الانسحابية لنفاذ طاقة الشمس التي تشحن أقدامي ورأسي؛ لأستوقد من نجمة مطفية شكل ضوء؛ فثمة تعب يغسله تعب حتى لو لم تكن «راحة المساء حدّ الحقل «كما يقول قائل العبارة. وأتساءل في أحيان مستمرة أخرى؛ هل أهوي في كل مرة بالتعب على فراشي، أم هو من يهوي بي؟!
** ** **
*الترجمة وعنوان الفقرة للكاتبة.
نورة المطلق - الرياض