قال أهلُ الوجدِ...
والوجدُ تباريح ارتحالْ
وتراجيعُ شجنْ
وانثيالاتٌ من البوح المعنّى... والخيال:
كن وجوداً، أيُها الإنسانُ في هذا الوجودْ
كن حضوراً، في سجلات الخلودْ
كن كما أنتَ وأعلنْ
عشقك الباهي انحيازاً... لاجتلاءاتِ الجمالْ
للرياض الخُضرِ... لغرابيبِ الجبالْ
للنجوم الزُهْر... لاستداراتِ الهلالْ
لرحاب الطُهر، في كل الصداقاتِ الجميلاتِ
اللقاءاتِ الحميماتِ،
لأخلاقِ الرجالْ
لفياض ِالشيح ِوالقيصوم ِعشقاً... للخزامى
ولهباتِ الصَبا حين تهادتْ...
اشتياقاً ودلالْ
لغصون الشجر ِالواقفِ... في واجهة الريح،
بهاءً واخْتِيالْ
لعصافير ِالعشيات، التي ضَجتْ بتسبيح،ٍ
وحمدٍ.. وابتهالْ
وتغنت في الصباحاتِ احتفاءً
بانتثار ِالنور ِمن قارورةِ الليلِ
واختباء الشمس ِخلف الغيمِ،
حين انْبَجستْ منهُ اشتهاءاتُ الصحارى،
وابتهاجاتُ التلالْ
للظباءِ العفر لمّا وردتْ
لغدير المنحنى، وِِرداً... على الماء الزُلالْ
لاشتعال الموقدِ الليـّليِّ... قد لف حواليه،
الحكاياتِ الخلياتِِ، وأشواقَ السَهارى..
واختلاجاتِ الندامى
وادكارَ الارتحالْ
أيُها العاشقُ:
في ليل المحبين مداراتٌ، من الوجد المعنّى...
ومن الشوقِ
وفيضٌ من تباريح الخيالْ
وسراجٌ كلما تطفئهُ الريحُ،
يعيدُ البوحُ نارَ الاشتعالْ
آه ما أعذبَ دمعاً
سال فوقَ الخدِ عشقاً.. وتنزّى،
من شغاف الروح ِ
من ذكرى بوسط القلبِ
أغضى ثم سال
واستدارت حولهُ أطيافُ عمر ٍ
قد تقضّى بنعيم القربِ... واللقيا
وبستان ِالوصالْ.