إلى...
مازلت أذكر اللحظة الرائعة
التي ظهرتِ فيها أماميَ
وكأنكِ بشارةٌ وامضة
طيفٌ ساحر مفعم بالجمال
كنتُ سجين كآبتي و يأسي
أعاني التيه و صخب الحياة
جاءني كثيرا صوتكِ الجذاب
وحلمت بملامح وجهك الخلاب
ومضت السنون عنيفة كالرياح
تعصف و تبدد أحلامي الماضية
ونسيت معها صوتكِ الجذاب
ونسيت ملامح وجهكِ الخلاب
عشت أسيرا في ظلامي ووحدتي
تمضي أيامي طويلة متصارعة
فقدت إلهامي و غابت رفعتي
وغابت الدموع والحب والحياة
حتى ظهرتِ ثانية أمامي
فنهضت روحي من سباتها
وكنت ِكما البشارةُ الوامضة
طيف ساحر مفعم بالجمال
قلبي يخفق بوله شديد
وهو الذي صار يشعر من جديد
بأحاسيس الرفعةِ ... والإلهام
والدموعِ.... والحبِ... والحياة.
نبذة عن الشاعر الروسي الكسندر بوشكين:
ألكسندر بوشكين أمير شعراء روسيا وكاتب روائي و مسرحي، ولد في موسكو في عام 1799م. نشأ في أسرة من النبلاء. كان والده شاعرًا بارزًا فساهم ذلك على إنماء موهبته الشعرية. ترجع جذوره إلى أصول حبشية وورث بعض الملامح الإفريقية.
يعد من أعظم الشعراء الروس في القرن التاسع عشر، ودراسة هذا الشاعر تدفع إلى دراسة الأدب الروسي جملة، سميت فترة إنتاجه بالعصر الذهبي للشعر الروسي، وهو عصر التقارب بين الأدب الروسي من جهة والآداب العربية والشرقية من جهة أخرى.
وبالرغم من أن بوشكين لم يعش أكثر من 38 عامًا فقد ترك الكثير من الآثار الأدبية.
و قد تعرض للنفي في فترة من شبابه في القوقاز حيث تعرف على المسلمين هناك وعاش بين جنباتهم وجالسهم. وقد أثّر كل ذلك عليه فكتب قصائد (أسير القوقاز) (رسلان ولودميلا) (قبسات من القرآن) (الرسول) (ليلى العربية) (محاكاة العربي).
كتب بوشكين الكثير من المؤلفات التي عبّرت عن الحياة الثقافية والاجتماعية لروسيا في ذلك الوقت، مثل: «المصباح الأخضر»، و»إرزاماس».. انعكس حبه للحرية والعدالة في كتاباته، مثل: «إلى تشاداييف»، و»حكايات»، و»القرية»، كما كتب العديد من القصائد الشعرية، مثل: «الإخوة الأشرار»، و»النور» و من أروع اعماله المسرحية الشعرية» يفغيني اونيجين».
توفي بوشكين مقتولا في مبارزة له مع أحد النبلاء الفرنسيين، و كان ذلك عام 1837م.