قدم الأديب محمد علي قدس ملامح إنسانيَّة في شخصيَّة العواد بأسبوعية د. عبد المحسن القحطاني جاءت تحت إطار «ما لم يقل عن محمد حسن عواد».
د. القحطاني قال في استهلالية الأمسية: اخترت العنوان بالرغم من أن فيه تحديًا لأني أعرف العلاقة بين قدس والعواد وقال نريد شيئًا ما زال في دائرة الشفهية نريده أن يدوّن. وأشاد بقدس وقال: إنه في الساحة ولم يغب وبدوره في النادي الأدبي ومجلة الخطوط السعوديَّة.
قدس في بداية الأمسية أكَّد أنَّه لن يتناول في حديثه عن العواد الجانب الفكري والإبداعي، باعتباره من مجددي حركة الإبداع وسيترك هذا الجانب الذي تناوله الكثيرون وقد ذكره في كتابه «العواد رائد التجديد» وفي سلسلة المقالات التي كتبها واستمر في نشرها في ذكرى وفاته على مدى عشر سنوات في جريدة عكاظ، وألمح أن سيتناول الجوانب الإنسانيَّة للعواد.
وبدأ مجيبًا على تساؤله الذي طرحه، كيف عرفت العواد؟ معتبرًا أن البداية كانت وهو في المرحلة الثانوية حيث كان يقرأ مقالات العواد في صحيفة البلاد حيث كان التجديد كحقيقة من حقائق الحياة هاجسه -رحمه الله-.
وأضاف قدس وبعد أن تأسس النادي منحني عضوية الجمعية العمومية في النادي ودعاني إلى حضور الأستاذ الكبير محمود عارف للمشاركة في انتخابات النادي في كيلو عشرة، وبعد فوزه برئاسة النادي اختارني لأكون سكرتيرًا له، ولمدة ست سنوات عملت معه خلالها قريبًا منه وكنت لصيقًا به وعرفت الشيء الكثير عن جوانبه الإنسانيَّة والبساطة والسماحة والعفو والحياء والتواضع التي كانت من أخلاقيات العواد وكان من حسن حظي أن أكون بجانبه حتَّى وفاته.
وبالرغم من ذلك كان مشاكسًا وهذا سبب اختلافه مع الكثير وكانت روح النقد متغلبة عليه وقد وجدت في صفه المغربي وعارف وعزيز ضياء وحتى الفقي وعن علاقته مع الزيدان قال: ذكر لي الزيدان أن خلافه مع العواد كان مبالغًا فيه والحق أن الزيدان كان مقلاً في تواصله مع النادي أيام العواد.
وذكر قدس موقفًا نبيلاً حدث له مع العواد حول طباعة كتاب للجفري حيث سحب الكتاب من النادي قبل طباعته لأن طباعته تأخرت فظن أن النادي لا يريد طباعته فطلب مني الجفري سحب الكتاب من النادي وكنت أنا من قام بالمهمة، ثمَّ سارع في اليوم الثاني من تسلّم الكتاب وكتب موضوعًا في جريدة عكاظ أثار العواد. فقال العواد انشر ردًّا ولم يلمني على ما قمت به.
ويقف قدس عند حياة العواد معتبرًا أن من الحقائق التي لا يعرفها إلا القليل أن العواد لم يكن سعيدًا في حياته ولطالما وجدته يمضي أوقاته في مكتبه، وأحيانًا يتناول غذاءه في النادي، كانت سعادته الحقيقية تتجسِّد في اهتمامه بابنته الوحيدة نجاة وكأن يَتمَّنى لو رزق بالولد، عاش محرومًا من الحبِّ ودفء الأسرة واهتمامه بالمرأة كان مصدره الفراغ العاطفي، الذي عاشه طوال حياته، كان العواد يؤمن تمامًا بأنّه لا بُدَّ أن ترفع القيود عن إبداع المرأة، وحقوقها الاجتماعيَّة التي صرح بها في خواطره، ومنح ما تكتبه كل الاستثناءات. ولعله نجح كثيرًا وأثمر تشجيعه وتبنيه للكثير من الأسماء، التي أغلبها برز واشتهر وكسب العواد الرهان على تفوق تجاربهن الإبداعية، ومن بين تلك الأسماء د.أشجان هندي، د.فوزية أبو خالد، د.خيريَّة السقاف، د.فاطمة حناوي، نورة خالد السعد وسميرة لاري رحمها الله.
وعرج على حفاوته البالغة بالشعراء الذين أصبح لهم شأن بعد ذلك وهم عبد الله الصيخان وأحمد عايل فقيهي وأحمد الصالح وعبد الواسع سعيد.