جمال فايز .. وجمال القص

تبدو الحركة واضحة والعلاقة حميمية بين النص الإبداعي وصاحبه، ولا يخلو من جذور ترجع إليه، خاصة القاص القطري الجميل جمال فايز الذي أخذت نصوصه جزءاً كبير من اسمه فعلاقته بنصوصه كعلاقة الأرض بما تنبت.. فقد برز وأبدع وجذب القارئ إلى نصوصه التي تمثل طفرة في عالم القصة القطرية، فلا غرابة حينما يكرم من قبل دار القصة العراقية ويحصل على جائزة العنقاء قبل عامين فهذا ترجمان لتميزه..

علاقتي بالأخ القاص فايز لم تكن إلا من خلال نصوصه القصصية التي كانت فيزا إلى تكوين علاقة شخصية ووصلت إلى درجة الصداقة بالرغم من إنني لم أره ولم يرني في تلك المرحلة.. جمال فايز ينسج من الخيال وواقعه أحداث نصوصه وشخوصها بأدوات وتكنيك يتميز به هو لنفسه، فالعجينة القصصية التي يتلاعب بها فايز في سرده لا تخلو من الرشاقة والخفة وهما من الوزن السردي والقصصي الثقيل ذو البعد والأثر العميق، فرؤيته واسعة وفضاء إدراكه عالٍ، فوجود نصوصه ضمن مناهج التعليم القطرية دليل جلي لما أرمي إليه..

يقول الأستاذ الدكتور مراد عبد الرحمن مبروك:».. إن مجموعة « الرقص على حافة الجرح « تعد خطوة فنية متقدمة في قصص جمال فايز ويستطرد قائلاً :.. كما أنها تعد إضاءة فنية لرصد القصة القصيرة المعاصرة في قطر ولاسيما على مستوى التكثيف الفني الذي اعتمدت عليه معظم قصص المجموعة، كما أن الكاتب جمال فايز ومن خلال متابعتي لأعماله القصصية وروايته (زبد الطين) يحاول جاهداً تطوير أدواته الفنية كي تواكب أهم الملامح الفنية المستحدثة في القصة القصيرة والرواية في وطننا العربي في الوقت المعاصر، وأظن أن الكاتب جمال فايز لو أخلص لكتابته القصصية - وأحسبه كذلك - فسوف يبدع أعمالاً قصصية وروائية متميزة في الفترات اللاحقة « انتهى كلام الأستاذ الدكتور مراد.. وأظن بل أجزم أن جمال فايز هو من ضمن جمال القص في قطر إن لم يكن هو أجمله..!

يبقى جمال فايز قاص قطري نحت له اسماً في صخور قطرية وتجاوزت الحدود لتكون عربية صعب أن تختفي..