حينما يصير الحزن ذلولاً..
امش في مناكبه..
ابحث في دموعك عن بقايا تدفعها ثمناً.. للحنين..
تدفعها خلسةً..
كأنها رشوة لذاك الحنين..
كأنها طعم لتلك النكسة..
وكالمجانين..
كالمجانين المهووسين..
ابحث في خيباتك عن طعم بلون السكر..
وحاذر في مشيك من أحجار الطريق ومن أن تتعثر..
بغبار قصصك القديمة.. بتراثك المفقود.. أو بألواح السكر..
لأن بعض الظن حزن..
وبعض الحزن منجاة..
وفي هذه الحياة..
التي هي بعض ملهاة ومأساة..
لا تستغرب الأحزان..
هي مجرد ضيف ثقيل..
كما الفرح والابتهاج..
كما الألحان..
في هذه الحياة..
إن كنت ما زلت تملك قليلاً من الدمع وبعض الأشجان،
فاستأجر غابة من القلوب لك وحدك..
ابحث فيها عن ظل صنوبرة.. أو بعض مكان..
أو أي بقايا لأغصان السيسبان..
واجلس قربها.. وابك..
إن بعض البكاء دواء..
وبعض الدواء.. حنان..