الثقافية - أكابر الأحمدي
استقبل الكاتب والصحفي الكويتي سعود السنعوسي فوز روايته «ساق البامبو» بجائزة «البوكر» بسعادة كبيرة مؤكدا أن هذا الفوز اختصر عليه شوطا طويلا للانتشار ورغم رفض صاحب البوكر الأخيرة الحديث عن مصدر شخصياته في روايته إلا أنه تحدث عن النقد الموجه للشباب وعلاقتنا مع الآخر وأكد أن الرواية تعمل على إشراك القارئ في مخيلته بعكس الأفلام التي ترى بعين المخرج والكاميرا. وذلك عبر حواره للثقافية:
*البوكر لم تكن أول جائزة حصلت عليها ولكنها بلا شك هي بمثابة الأفق الذي انفتح أمامك إذ من خلالها ستختصر الوقت للانتشار محليا وعربيا ماذا يمثل لك هذا الفوز ؟
-لا شك أن هذا الفوز يمثل لي الكثير إذ قطع لي مشوارا طويلا كنت لن أبلغه لو لم أصل للجائزة ..كنت أطمح أن يصل صوتي إلى القارئ المحلي وعلى أبعد تقدير الخليجي لكن أجدني اليوم وقد وصلت إلى أفق أرحب وأوسع وما كان ذلك أن يتحقق دون الجائزة العالمية للرواية العربية.
*كيف تنظر إلى علاقة الإبداع بالجوائز؟
- طبعا الأمر يختلف بين جائزة وأخرى هنالك بالفعل جوائز تمكنت بأن تضع لنفسها بصمة ولعل البوكر إحدى هذه الجوائز.
* هل أسهمت جائزة البوكر في ترسيخ القيم الأدبية بعيدا عن لمصالح المرتبطة عادة بأسماء كبار الكتاب والنقاد؟
_لدينا في الكويت مثلا يقول (لا يمدح السوق إلا من ربح فيه) لا أريد أن أظهر بهذه الصورة ولكن أتصور أن هنالك فعلا جدية نحو هذا الأمر ففي هذه السنة لو لاحظنا أن الجائزة عملت بسياسة البوكر البريطانية بتقييم العمل بمعزل عن مؤلفه وتاريخه لذلك نجد أن أسماء كثيرة لم يحالفها الحظ هذه المرة، وهذا لا يعني أن تلك الأسماء لا تستحق ولكن الحديث هنا عن عمل و جائزة البوكر العربية تحرص على القيمة الأدبية للعمل وأنا لا أحب أن أتكلم في هذا الموضوع كثيرا بصفتي الفائز بهذه الجائزة.
* كونك أصغر الفائزين في تاريخ جائزة البوكر وأول كويتي يحصل على هذه الجائزة ما رأيك في النقد الموجه للروائيين الشياب التي أعلنت أسماءهم قائمة البوكر القصيرة في الوقت الذي غابت عنها أسماء لها ثقلها في المجال الإبداعي الروائي؟
- المسألة ليس كاتب كبير وكاتب شاب المسألة تعود إلى تقيم الأعمال ولا اعرف إذا كان النقاد قد اطلعوا على الأعمال الشبابية المتواجدة في القائمة القصير لهذا العام فمنهم المبدع السعودي محمد علوان والمبدعة جنى فواز ولو تحدثنا عن هذه الإعمال لنجد أنها تتخللها جدية و نظرة جديدة في الطرح على سبيل المثال رواية «القندس» للروائي محمد علوان إذن ما المانع أن يتصدر الشباب المشهد بين الحين والآخر،كما أني سعيد لكوننا ننظر إلى الإبداع الشبابي بأنصاف.
*بعض الكتاب يستلهمون الواقع في رسم شخصياتهم وبعضهم يستمدها من عنصر التخييل ما مصدر شخصيات روايتك؟
-لن أنزلق للإجابة عن هذا السؤال لأن كل روائي يحاول ألا يطلع القارئ بواقعية شخوصه إن كانت شخصياتي حقيقية فأنا لا أريد أن أهضم حقي وجهدي وخيالي وأقول للقارئ أن الشخصيات كلها حقيقية وأنا فقط قمت بترجمة ذلك على الورق
وأيضا إذا كانت شخصيات الرواية خيالية لا أريد أن اعدم شخصياتي أمام القارئ وأقول: إنها مجرد شخصيات ورقية من الخيال لذلك أنا اترك الأمر للقارئ.
*كيف ترى علاقتنا بالآخر ؟
-علاقة محدودة جدا وهذا سبب تأخرنا لأننا لا نرى إلا أنفسنا طبعا أنا لا أعمم البعض قد يمارس هذا الانفتاح ولكن بصوره عامة مجتمعاتنا مغلقة لا يوجد مجال أن نخترق الآخر، لذلك نحن لا نعرف مكاننا في هذا العالم لا نعرف من نحن ومن الآخر ؟ الآخر يساعدنا على التعرف إلى أنفسنا بصورة أفضل.
- هل يعود ذلك إلى أسباب دينية سياسية ؟
السبب يعود إلى العادات التقاليد ومهما تثقفنا نبقى اسري العادات والتقاليد وأحيانا حتى أجمل وأرقى المفاهيم الدينية تسقط أمام اختبار العادات والتقاليد.
* جائزة البوكر جددت ثقة الثقافة الكويتية في ذاتها وحفزتها على الخروج إلى العالم المفتوح.ما سبب غياب الجوائز الأدبية الكبرى عن المثقفين الكويتيين؟،
-أنا مؤمن بأن في الكويت مبدعين ومن أساتذتي الكبار الذين تعلمنا من تجاربهم و أيضا من الشباب وأنا لا أرى نفسي مميزا أبدا أنا واحد من الشباب في الكويت الذين تمكنوا مؤخرا من تغير المشهد الثقافي ولكن مسألة الجوائز لا ادري عنها بحق فجائزة البوكر يتقدم بها الناشر ولكن أجد في هذه السنة حضورا لا بأس به بالنسبة للإبداع الكويتي وإذا تحدثنا عن الروائية بثينة العيسى فقد أدركت القائمة الطويلة في جائزة الشيخ زائد في عملها( عا ئشة تنزل إلى العالم السفلي) والقاصة والروائية باسمة العنزي حصلت على المركز الثالث في جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال الرواية عن روايتها (حذاء أسود على الرصيف)
وأنا متفائل في السنوات القادمة أن يكون هنالك حضور قوي لمبدعين كويتيين على الساحة الكويتية والعربية.
*لماذا نحن متناقضون في آرائنا نطالب بجوائز وتكريم وفي نفس الوقت ننتقدها ؟
- ليس تناقضاولابد من النقد أعطني عملا إبداعيا نتفق عليه فما بالك بالجوائز ولجنة التحكيم .
* في روايتك تحدثت عن ظاهرة العنصرية والطبقية ولكن نجد أنها خرجت من معنى عام حررها من حدودها الجغرافية هل نستطيع أن نصفها بأنها اختراق حقيقي للمسكوت عنه في هذه البيئة؟
لا ابد الأمر أخذ اكبر من حقه هناك من يقول: إن الرواية كشفت عن المسكوت عنه وأنها جريئة السؤال، لماذا إذا أتت مثل هذه الأمور في العمل الإبداعي الكل يتساءل عنها والكل يرى أن الأمر غير مألوف في الوقت الذي نري ان هناك قصصا وأخبارا تنشر كل يوم في الجرائد هي أشد جرأة.
- لا أرى أني اكتشفت المسكوت عنه ولكن ربما إنني أول من يتكلم عن هذه الأمور في عمل إبداعي.
* كيف ترصد المناخ النقدي المعاصر؟
-سوف أتحدث عن تجربتي ,في روايتي لن أعمم وجدت أن هنالك بعض القراءات النقدية التي أبهرتني وعرفتني على عملي أكثر مما أنا أعرفه، أما عن التجربة النقدية في العالم العربي فأنا لم ارصدها لأني مقصر في الاطلاع عليها.
*( ساق البامبو) بعد فوزها ما هي توقعاتك في نسختها الإنجليزية وما شروطك للترجمة إلي لغات أخرى؟
- ألا يختصر العمل لأني سمعت أن هنالك دور نشر تختصر العمل في الترجمة فيما يخص توقعي أتمنى لها النجاح .
* روايتك مؤهلة لأن تكون فيلمًا سينمائيًا هل السينما قادرة أن ترسم ملامح الرواية بالشكل الصحيح؟
- رؤيتي رؤية مختلفة أجد الرواية تعمل على إشراك القارئ في مخيلته بعكس الأفلام التي ترى بعين المخرج والكاميرا.