ـ الربيع العربي الحقيقي.. هو ربيع الشعر.
ـ لقد مَجّت آذاننا وأرواحنا عبارة (الربيع العربي) الذي لم يكن في واقعه سوى قذائف دموية، وتكالب مقيت على السلطة الكاذبة، وخداع الجماهير وللشعب.
ـ كما أنه لم يكن سوى ذريعة للوصول إلى مآرب شخصية وتمرير أجندات، وأيديولوجيات راديكالية إلى جانب الضحايا والدمار والضياع وغيره
ـ فهل سمعتم بربيع أشجاره قذائف، ووروده ضحايا، وهواؤه دخان أسلحة، وطقسه جهل ورجعية وتخلف وتكفير، وتدمير.. ؟
ـ يا للهول إنهم يدمرون كل الرموز الثقافية، وآثارها.. / جرم لم يقم به من وصفوهم بالمجرمين.. / لم يقم به الاستعمار. الذي حافظ على كل المكتسبات الثقافية الرمزية السياحية والتراثية وغيرها.
ـ إن الربيع الحقيقي بكل صوره الواقعية هو الشعر وليس غيره.
ـ فالشعر يدعو إلى الحب والسلام والخير والجمال والوئام والوفاق وتسوية كل الأمور التي قد تعترض الإنسان هنا.. وهناك.. وسأنقل القارئ الكريم من هذه السطور الإنشائية العامة ـ وإن كانت واقعية وصادقة ـ فليس كل مقدمة إنشائية ( إن صحّت تسميتها )، هي غير ذات جدوى..
ـ أعود للقارئ فأقول إننا عشنا ثلاثة أيام جميلة وديعة هادئة.. تترجم كل معاني المودة والربيع والجمال والإبداع.. وذلك في المهرجان السادس الخاص بالشعر، الذي أقامته مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في الفترة من 12-14-5-1434 هـ، الموافق 24-26-3-2013 م.. وقد حمل اسماً جميلاً ينطبق تماماً على فحواه ومضمونه وله من المسمّى نصيب ـ كما يقولون ـ وهو : ربيع الشعر العربي..
ـ نعم هو ربيع الشعر العربي بأقصى ما تترجمه الكلمة من معنى..
فلقد أضافت المؤسسة إلى نشاطاتها المتعدّدة منذ أكثر من ست سنوات.. نشاطاً نابعاً من أهدافها الرئيسة وهو (الشعر) وهي المؤسسة التي تخصصت في الإبداع الشعري فحسب..
فكان لابد أن يكون للشعر مهرجان خاص.. يكون موقعه الزمني في فصل الربيع ( شهر مارس من كل عام ) الملائم لطقس دولة الكويت، ودول الخليج، حيث بدأ المهرجان الأول في عام 2008 م، واستمر ذلك سنوياً حتى المهرجان الأخير الذي يحمل النسخة السادسة، وهو 2013 م.
وفي كل مهرجان تحرص المؤسسة على مشاركة ودعوة وحضور عدد كبير من الشعراء والمثقفين والأدباء والإعلاميين العرب من مختلف الأقطار العربية، وبخاصة ممن لم تتح لهم الفرصة للمشاركة من قبل ـ وكذلك مشاركة الشعراء الشباب.. ومع أن المؤسسة تفتح المجال لمشاركة الشعراء بمختلف مدارسهم الشعرية ومشاربهم الأدبية والفنية من شعر موزون ومقفّى وقصيدة تفعيلة، وحتى ما يسمّى بـ ( قصيدة النثر ) لاعتلاء منصة الإلقاء دون استثناء إلاّ أنّ الترجيح والتفضيل لدى القائمين عليها أن تكون القصيدة موزونة ومقفاة، ( ولو أننا فوجئنا في المهرجان الأخير الذي نكتب عنه الآن.. بحضور قصيدة من الشعر النبطي والشعبي العراقي، مما أثار تساؤل واستغراب العديد من الحاضرين للأمسية ). ولقد دأبت المؤسسة على تسمية كل مهرجان من مهرجانات ربيع الشعر العربي باسم أحد الشعراء الراحلين الذين تركوا بصمة بارزة في تجربتهم الشعرية ضمن ملتقى مصاحب للمهرجان. أي أن لدينا مهرجاناً لربيع الشعر في إطاره العام، ثم ملتقى يصاحب هذا المهرجان داخل إطار المهرجان.
بل إن كل مهرجان حمل أكثر من اسم شاعر واحد تقوم المؤسسة بطباعة مجموعته الشعرية، وتكليف عدد من الباحثين والأدباء والنقاد بعمل دراسة وبحث لنتاج هذا الشاعر ثم تتم مناقشة ذلك في الندوات والجلسات النقدية للملتقى المذكور، أي أنها تحرص أن لا تكون هذه الفعالية ذات الثلاثة الأيام مجرد احتفالية شعرية منبرية.
ـ كما أنها تقوم بطباعة تلك الأبحاث والدراسات وتوزعها مع الأعمال المطبوعة للشعراء المكرمين.
وقد حمل هذا الملتقى اسم شاعرين عربيين كبيرين، قد يكونان، غير مشهورين (بما يكفي) خارج محيطهما ولكنهما شاعران كبيران في نتاجهما وتجربتهما بحسب ما قرأناه عنهما.. والشاعران هما :
عبد الله سنان محمد السنان.. من الكويت ، ومحمد السيد شحاتة، الملقب بـ (شاعر البراري ) من مصر.
وهنا لابد من الإشادة بالمؤسسة في هذه النقطة.. إذ إنها بذلك في كل أعمالها وأنشطتها تنفض الغبار عن العديد من الشعراء المجيدين الذين عاشوا وماتوا في شبه ظل، ولم يتم تسليط الضوء عليهم، وعنهم ، ولم يعرفهم الكثير، بل ربما لم يعرفهم حتى أقرب المقربين لهم من أبناء مجتمعهم.. فالشاعر عبد الله سنان ـ مثلاً ـ ، الذي عاش بين عامي : 1917ـ 1984 م، لم نكن نسمع عنه، مع أنه من مجايلي الشاعر الكويتي الشهير فهد العسكر، وقل الشيء نفسه لشاعر البراري محمد السيد شحاتة الذي عاش بين عامي : 1901ـ 1963 م، والذي اكتشفه أحد منسوبي المؤسسة من خلال تصفحه في أحد أجزاء موسوعة ( معجم البابطين لشعراء العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين )، ثم اتصل بابنته التي قامت بجمع شعره وطباعة ديوانه الأول.
ـ وقد أقيمت كل مناشط وجلسات المهرجان على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بدولة الكويت حيث تم في حفل افتتاح المهرجان توزيع جوائز المسابقة السنوية للجائزة الأساس لعام 2013 م، برعاية وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح بمشاركة الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين ، والفائزون هم :
أولاً- الفائز بجائزة أفضل قصيدة، وقيمتها 10 آلاف دولار:
الشاعر الأستاذ المكي الهمامي من تونس عن قصيدته « أمير الرؤى»
ثانيًا- الفائز بجائزة أفضل ديوان، وقيمتها 20 ألف دولار: الشاعر الأستاذ جاسم الصحيح من المملكة العربية السعودية، عن ديوانه «ما وراء حنجرة المغني»
ثالثًا - الفائز بجائزة الإبداع في نقد الشعر، وقيمتها 40 ألف دولار: الناقد الدكتور يوسف محمود العليمات من المملكة الأردنية الهاشمية، الأستاذ بالجامعة الهاشمية عن كتابه:
«النسق الثقافي.. قراءة ثقافية في أنساق الشعر العربي القديم»
رابعًا أما الجائزة التكريمية، وقيمتها 50 ألف دولار: فاز بها الشاعر الكبير الأستاذ فاروق جويدة من جمهورية مصر العربية، تقديرًا لإسهامه المميز في الحياة الشعرية بصفة خاصة والحياة الأدبية بصفة عامة، حيث قدم على مدى أربعين سنة للمكتبة العربية أكثر من ثلاثين كتابًا وديوانًا شعريًا.
وقد أقيمت أمسيتان شعريتان ضمن الفقرات الرئيسة للمهرجان، واشترك في الأمسية الشعرية الأولى كل من :
صباح الدبي - المغرب
فالح الأجهر - الكويت
محمد العزام - الأردن
نافع سلامة - مصر
المكي الهمامي - تونس
هزبر محمود - العراق
واشترك في الأمسية الشعرية الثانية كل من:
قاسم بن رشيد – من الأحواز ( الأهواز ) – إيران
شيماء محمد حسن – من مصر
خليفة بن عربي - من البحرين
طلال الخضر - من الكويت
عبد العزيز حمادي - من إيران
عبد العزيز سعود البابطين - من الكويت ( وقد قدم للحضور الفنانة غادة شبير التي غنت إحدى قصائده الملحنة، والمسجلة بدلاً من إلقائها بنفسه، معللاً أن صوتها أجمل من صوته..)
أنمار الجراح - من العراق
وضحة الحساوي - من الكويت
جاسم الصحيح - من السعودية
شاعر وكاتب سعودي - عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، والمدير الإداري - maljelwah@gmail.com