قال الأمين العام لمركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي إن اليوم العالمي يمثل موسما للاحتفاء بالإنجاز أو تقويم الجهود، وليس احتفاء مجرداً يقتصر على تسجيل الموقف أو الإعلان عنه، ونحن في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية نؤمن بأن العربية رسالة للجميع وليست هدفاً للمركز فحسب، ولذلك جاءت برامجنا وأنشطتنا بالشراكة مع عدة مؤسسات، وتستهدف الأفراد والشرائح المتنوعة، بحيث يعمل المركز بالتعاون مع الآخرين، ويقوم بدور المساند والداعم لعدة جهات.
وأضاف الوشمي: ومن هنا فالواجب في المناسبات العالمية والأيام المعتمدة دولياً أن تتحول إلى ما يشبه عمل المؤسسة الواحدة، حيث إن اليوم العالمي للغة العربية مناسبة يجتمع فيها الموضوع الواحد للأمة الواحدة في مخاطبتها لمختلف الأمم؛ بل وتشترك معنا أمم ولغات أخرى في هذا الاحتفاء، وأما مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية فقد وضع برنامجا متكاملا للاحتفاء بالعربية في يومها العالمي، وذلك على ثلاث مراحل، هي التحفيز والشراكة والبرنامج العلمي.
وتابع الوشمي: أولها التحفيز للجهات، فقام المركز قبل شهرين بمخاطبة جميع الجهات المتصلة باللغة العربية وليست الكليات فقط، وإنما الوزارات والمؤسسات والمراكز المختلفة، بهدف الاستعداد المبكر لهذا الحدث، مع اقتراح برامج متنوعة لتنفيذها، وقد تفاعل معنا عدد من الجهات، مثل البنوك وشركات الاتصالات والصحف الورقية والإلكترونية والقنوات الإعلامية مثل الصحيفة الرائدة: (الجزيرة) وغيرها، ومن هذه المؤسسات ما يتمثل في المبادرة الجميلة لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الذي بادر مشكورا ـ استجابة لدعوة معالي المشرف العام على المركز - بتوجيه جميع القطاعات الرياضية كاللجنة الأولمبية ووكالات الرياضة والشباب وكافة مكاتب الرئاسة والأندية الرياضية وبيوت الشباب بمختلف مناطق المملكة إلى أهمية المشاركة واستثمار ساعات الملاعب وتوعية جمهورها الرياضي بأهمية اللغة العربية، وقد قام المركز بمؤازاة ذلك بتنفيذ عدد كبير من المطويات والتقويم الخاص بالعربية والفواصل القرائية ومقاطع الأفلام الخاصة، مع نشر توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الحراك.
وأضاف الوشمي: وأما المرحلة الثانية، فهي تنفيذ البرامج بالشراكة النوعية مع عدد من مؤسسات الوطن، ومنها: تنفيذ مسابقات نوعية مع وزارة التربية والتعليم للطلاب والطالبات في جميع مدارس المملكة وللمدارس الأجنبية والعالمية، وذلك بعنوان: (إثراء المحتوى العربي في اليوتيوب) و(وسائل دعم العربية في المدارس الأجنبية والعالمية)، وكذلك تنفيذ ندوات علمية في ذلك اليوم بالشراكة مع جميع الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى تنفيذ برنامج متكامل في دول أجنبية ثلاث تتمثل في النمسا وماليزيا وتركيا، حيث ينفذ المركز بالتعاون مع الملحقيات الثقافية السعودية هناك برنامجاً للاحتفاء بالعربية في جامعات تلك الدول، كما يفتتح معمل اللغة العربية الذي أسسه المركز باسم المملكة العربية السعودية في جامعة اسطنبول.
وواصل أمين المركز الوشمي الحديث عن المسار التنفيذي الثالث، الذي يقوم المركز من خلاله بتنفيذ برامج علمية مكثفة في هذا السياق، ويتمثل أولها في اختتام شهر اللغة العربية في الصين بمشاركة ثلاثين جامعة صينية، وكذلك البرنامج الذي ينظمه المركز بعنوان: «لغة الشباب العربي في وسائل التواصل الحديثة: اللغة الهجين، العربيزي، الفرانكو» ضمن فعاليات الاحتفاء بالعربية في يومها العالمي، حيث يعمل المركز على رصد الظواهر اللغوية التي تؤثر في اللغة العربية وتتأثر بها، ومن الظواهر اللافتة ظاهرة ما يسمى بلغة «العربيزي والفرانكو»، من خلال رؤى الشباب أنفسهم ومن خلال ما يضيفه المختصون، وذلك بإشراك الشريحة المعنية بها من فئة الشباب والشابات من طلاب الجامعات السعودية، والمتخصصين في اللغة وعلم النفس والاجتماع، والتقنيين والإعلاميين، لدراسة أبعادها بصورة أشمل في حلقة نقاشية تهدف إلى استعراض المشكلات التي تواجهها اللغة العربية في العصر الحديث وتقييمها، والتعريف بمشكلة (اللغة الهجين/ العربيزي/ الفرانكو)، وتقصي أسباب ظهورها، ومدى خطورتها على الهوية اللغوية، واستعراض الاستخدامات اللغوية الهجينة في التراث اللغوي العربي، وتأتي هذه الحلقة النقاشية ضمن برنامج شامل، يتضمن حلقة نقاشية متخصصة يدعى لها عدد من البارزين في عدد من العلوم (اللغة/ الاجتماع/ النفس/ الحاسوب) تُناقش فيها رؤى الشباب والشابات إضافة إلى البحوث والدراسات التي يتضمنها الكتاب الذي يعمل عليه المركز، حيث استكتب عدداً واسعاً من الباحثين والباحثات في أنحاء العالم العربي لدراسة هذا المنحى اللغوي، والخروج بالتوصيات العلمية الدقيقة التي تفيد اللغة العربية من مختلف التخصصات، ثم تنعقد حلقة نقاشية ثانية لمناقشة حصيلة ما نفذه المركز من استطلاعات.
ويختم الوشمي: ومما ينفذ المركز احتفاء بالعربية: ملتقى خاص بالمبادرات التقنية للشباب في مجال خدمة اللغة العربية، وذلك بهدف التعريف بالجهود المميزة التي نفذت أو ينفذها الشباب في مجال خدمة اللغة العربية لغوياً، وقد بدأ المركز بمخاطبة الجامعات والجهات المعنية.