افتتح الدكتور سعد البازعي مساء الثلاثاء 10 ديسمبر الملتقى الثقافي بنادي الرياض الأدبي حول موضوع التنوير وتاريخه في الثقافتين العربية والأوربية.
وقدمت الأستاذة سارة الرشيدان ملخصاً لمفهوم التنوير وتاريخه من كتاب «دليل الناقد الثقافي» جاء فيه أن بداية التنوير في القرن الثامن عشر جاءت نتيجة مجموعة من الظروف الفكرية والاجتماعية والاقتصادية في التاريخ الغربي الأوربي - أمريكي، ويعدّ بعض المؤرخين الربع الأخير من القرن السابع عشر بداية التنوير والربع الأخير من القرن الثامن عشر نهايته، ومن أبرز سماته: العقلانية والدعوة للعدالة والحرية والإخاء.
وعلّق أ. عبدالله الشهيل فكان مما قال: إن اكتشاف الأمريكيتين كان فرجاً للعالم بعد أن ظهر التعصب كأحد ملامح النهضة التي تلت التنوير الأوربي، ومما يُحسب للنهضة أنها كانت الفاصل بين العصور الوسطى والعصور الحديثة فهي الجسر الذي أدى لتغيير جذري.
وذكر عبد الكريم المطلق أن من أبرز حسنات التنوير هي الإصلاح الديني والطباعة ورجال الدين المجددين.
وأما صالح الزهراني فأشار إلى أن دخول مصطلحات جديد كالحداثة والتنوير دون تعريفها وتحديدها يحيل إلى صعوبات أخرى.
وفي تعليق للدكتور سعد البازعي ذكر أن التنوير في فرنسا لم يكن ليظهر دون وجود سياق تاريخي أومنظومة من القيم سبقت التنوير، وأشار إلى أن الفهم السائد بأن التنوير في كان فرنسا غير دقيق وأن أجزاء أخرى من أوربا اشتركت في ذلك مثل إنجلترا واسكتلندا وهولندا وألمانيا، والذين يعدون التنوير ظاهرة يرونه نتاج تطور تاريخي وغير محدود بمنطقة واحدة في أوروبا، في حين أن الذين يرونه حركة فيرونه فعلاً حركياً منظماً عمل فيه عدد كبير من التنويريين.
وفي الطرف الثاني من النقاش حول التنوير في الشرق العربي الإسلامي ذكر الشهيل أن العرب لم يعيشوا تنويراً بل نهضة انتكست وأن كل من حاول التجديد التنويري اتهم بتهم كثيرة منها الماسونية كما حدث لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
وأشارت ملاك الخالدي إلى التجربة البريطانية حين تعايش التنوير مع المؤسسات الدينية دون صراع وأكدت على أن هذه التجربة جديرة بالاحتذاء في الشرق.
وتساءلت سارة الرشيدان: هل التنوير الإنجليزي في تصالحه مع المؤسسات الدينية كان خوفاً أم اقتناعاً؟ وأشارت إلى أن التنوير العربي في بعض ملامحه كان أشد شراسة تجاه الدين من التنوير الغربي.
وذكر سامي العريفي إلى أن الفرق بين التنوير الغربي والشرقي هوأن الغرب أبدعوه والشرق قلّدوه.
وعلّق الدكتور سعد البازعي بقوله إن الكنيسة البريطانية كانت متسامحة مع الأفكار الجديدة نتيجة لدخول البروتستانتية إنجلترا منذ القرن السادس عشر، ما أزال أسباب التصادم.
وختم بقوله إن نابليون كان نقطة مهمة في تغيير الحضارة العربية في العصر الحديث وإن كانت أطماعه سياسية أوقصد إلى التغيير، فقد جاء بالطباعة والعلماء والأسلحة الحديثة فاكتشف العرب عالماً جديداً عليهم.