الليلة الظلماء
ظلت الصحوة تشعل قاعة النادي بجدة ولكل طرف نيته، فقد جاؤوا احتسابا ونحن كسبناهم كجمهور يملأ القاعة ويحفزها وإن بغير خيار منا ولا منهم، وظل الأمر على هذه الحال لسنوات حتى جاءت ليلة تتويج محمد الثبيتي بجائزة الإبداع (1991) وهنا حصل صدام النوايا على المكشوف حيث تجمهر الصحويون لمنع الحدث حتى ملؤوا القاعة والممرات والمداخل واحتلوا فناء النادي بكامله في حشد متوتر كشف من البداية أنها ليلة حاسمة، وهذا ما حدث فعلا، وتم معه إلغاء مشروع الجائزة برمته، ولكن النادي ليلتها دبر خطة لحفظ ماء الوجه بالتظاهر أن الحفل ليس كما يظنون، واستبدلت الفعاليات كلها بمحاضرة بديلة في حين غادر الثبيتي مبنى النادي من باب خلفي متجنبا المواجهة مع جمهور متوتر ومستعد لعمل أي شيء لسحق المناسبة، تلك ليلة انكسر فيها النادي معنويا، وبها حققت الصحوة كل ما لم تحققه من قبل ضد النادي، وظل أثر تلك المواجهة قويا في تطويق خطط النادي، ذاك النادي الذي أتقن المناورة مع جمهور الصحوة على مدى خمسة أعوام لكنه انكسر في ليلة صارت تتويجا للصحوة عوضا عن تتويج المنجز الحداثي، تلك هي الليلة الظلماء وإن كانت هذه ليلة للصحوة مع الحداثة السعودية فسيكون للصحوة ليال أخر مع الحداثة العربية بعامة في موقعة أخرى سنأتي إليها.