الناشر: مركز الإمارات للدراسات 2013
الصفحات: 610 صفحات من القطع العادي
ملخص الدراسة:
في سياق مناخ استقطاب إقليمي تعيشه منطقة الخليج؛ مشابه للأجواء والظروف التي سادت عشية تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربية قبل ثلاثة عقود، أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز، في ديسمبر 2011، مبادرته لانتقال المجلس من مرحلة «التعاون» إلى مرحلة «الاتحاد».
وجاء الإعلان عن المبادرة مع تنامي استقطاب إقليمي متعدد الجوانب؛ يتمثل في تصاعد نفوذ إيران وزيادة استفزازها لدول المجلس وتدخلها في شؤون دوله (كما في البحرين)، بحيث أصبحت العلاقة بين الدول الخليجية وإيران تأخذ ملامح «حرب باردة» على أكثر من جبهة؛ فضلاً عن أسباب أخرى. وإلى جانب الدوافع الملحة التي تدعو دول المجلس إلى الانتقال إلى مرحلة «الاتحاد»، توجد أسباب عدة تقف عائقاً دون «تجسيد الفكرة» بصورة فعلية. وتتمثل أهم تلك الأسباب في مخاوف لدى الدول الصغيرة من السيطرة، أو تقديم تنازلات في مجال الاستقلال والسيادة؛ خاصة أنه في أي تحالف، أو اتحاد تكون القوة والسيطرة عادة بيد الدول الكبيرة والأقوى. كما أن هناك رفضاً صريحاً لفكرة «الاتحاد الخليجي» داخل بعض مكونات النسيج الاجتماعي في عدد من دول المجلس. وبرغم تلك التحديات التي تقف في وجه الاتحاد الخليجي، تبقى الدوافع والمصالح المشتركة لإقامة المشروع أقوى وأكثر إلحاحاً من كل العراقيل؛ وهو ما يجعله مطلباً واستحقاقاً يمثل توجهاً استراتيجياً دائماً لدول المجلس، وليس قراراً آنياً يتلاشى مع تلاشي الأخطار المؤقتة التي تواجهها دول المجلس.