أفتقدك بعمق
* * عرفه قبل أن يلتقيَ به ثم جمعته به مناسباتُ عملٍ فأحبه وبقي مدينًا للَّجنة الثقافية بمعرض الكتاب التي هيأت له الدنوَّ من إنسانٍ نبيل ممتلئٍ حكمةً ورزانةً وهدوءًا ومرونةً ووجد فيه صديقًا وأستاذًا فانجذب إلى آفاقِ عقله وإشراق قلبه وسموِّ لغته ورفعة تواضعه.
* * بدا الانسجامُ بينهما كبيرًا فكأنما هما صفيّا عمرٍ خصبٍ في زمنٍ صعب ، وكانا ينصرفان من الاجتماعات ليُمضيا وقتًا ثريًا بجانب سيارتيهما يحكيان في أي شيء وربما في كلِّ شيء ليطيلا اللقاء الذي لم يقدر له أن يطول.
* * لا تواصلَ أحاديًا كما تفترض نظرياتُ الاتصال، وبالرغم من نأيهما بعد اكتمال عمل اللجنة فقد ظلّا على وصالهما الروحيِّ الممتد، ونقل له شقيقُ الراحل كمًا من المشاعر المختزنة نحو محبِّه أحسَّ بها دون أن تبلغَه مفرداتُها، وأدرك بها عناقَ الدواخل وتبادليةَ الإعزاز.
* * لام صاحبُكم نفسه أن قصَّر في التواصل معه حتى فاجأته رسالة الناعي من هاتفه ولم يُجدهِ أن يعزِّي أو يُعزَّى فالمحطة الأخيرة ظلت دون وداع.
* * رحم الله فقيدَنا الغالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالكريم التويجري وأسكنه عليين وجمعنا به في ظل عرشه، وشكرًا لوفاء الكبار من زملائه الذين استعادوا اسمه ووسمه وصوتَه وصيته فقدموا أبحاثهم وشهاداتهم لتقول لنا؛ من اقترب من دائرته ومن لم يقترب: كان عبدالعزيز طيفَ ضوءٍ ومساحةَ فيءٍ ومطر دفءٍ همى فأورق بالحب والجمال.
* * لن تموت ذكراه.
