الوزير السفير الشيخ جميل الحجيلان من الشخصيات العربية القليلة التي تأسر من يعرفها بقدرتها وحكمتها ودماثتها، وما زلت أحمل ذكراها رغم تباعد الزمن، ومرور السنوات العديدة على فراقها.

لقد سعدت بمعرفة معالي الشيخ جميل الحجيلان منذ رئاستي لبعثة جامعة الدول العربية بباريس حين كان معاليه سفيراً لخادم الحرمين الشريفين، وعميداً لمجلس السفراء العرب، في فترة عصيبة من تاريخ أمتنا العربية، وكان لحكمته وسداد رأيه وحنكته الدبلوماسية المعهودة أن جنب اجتماعات مجلسنا أية خلافات بل أكسبها المصداقية والجدية والأمانة، وحيث حرص معاليه أن تكون أولويات أعمالنا لخدمة قضايانا القومية بفضل مرونته في التعامل مع مختلف المواضيع التي نتناولها، والتي كانت عاملاً مؤثراً في تسهيل مهمة اجتماعات مجلسنا، وسأظل ذاكراً بالاعتزاز كل شواهد هذا التعاون الكفء المخلص الذي عرفه فيه كل الإخوة السادة السفراء العرب، فأجمعوا على مبادلته كل ذلك بالتقدير والمودة.

ولا يفوتني أن أنوه في هذا السياق بخصال معاليه الدبلوماسية والخلقية التي ملأت كل من عرفه على الساحة الفرنسية من كل فئات المجتمع الفرنسي إعجاباً وإشادة بهذا الرمز من رمز الدبلوماسية العربية في العاصمة الفرنسية، وبقدر ما ترك فراغاً للأسرة العربية بمغادرته باريس، بقدر ما أثلج صدورنا نبأ تعيينه أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي، المنصب الذي ملأه كذلك بكل مقدرة وكفاءة.