معالي الشيخ جميل الحجيلان يملك حساً إعلامياً فذاً ولهذا لم تشغله أعباء الوزارة في جوانبها المختلفة عن القرب من الإذاعيين بالتوجيه والتشجيع المباشر لحفزهم لمزيد من العمل الجاد والانضباط في الأداء، وقد حظيت بمتابعته الشخصية لعملي في الإذاعة في السنة الأولى من التحاقي بإذاعة جدة، ففي إحدى جولاته في أستديوهات إذاعة جدة في أوقات خارج أوقات الدوام الرسمي عندما كنت أنفذ فترة على الهواء في الأستديو اقترب معاليه مني وسلّم عليّ وشدّ على يدي وقدَّم لي نصحاً مباشراً بأن أحرص على الأداء السليم باللغة العربية الفصحى لأن ذلك من شأنه توصيل الرسالة الإعلامية إلى المستمعين بشكل إيجابي، لقد أصابتني الدهشة بصورة كبيرة لأنني لم أكن أتوقع أن يقوم الوزير شخصياً بمثل هذه الجولة ولم يكن أحد من المسؤولين المباشرين قد أشار إليّ من قريب أو بعيد بحدوث مثل هذا الموقف حتى آخذه بعين الاعتبار وأتوقّعه على الأقل في أي وقت، وعندما تحدثت مع بعض زملائي من المذيعين أشاروا إليّ بأنهم تعرضوا لمثل هذه المفاجأة مع معاليه، كما أن معاليه حرص على تنمية مهارات المذيعين وإكسابهم الخبرة اللازمة لأداء عملهم على الوجه المطلوب فقرّر إرسالهم إلى دورات إذاعية متقدّمة إلى مصر ولبنان وقد حظيت بمثل هذه الدورات في لبنان لمدة ثلاثة أشهر وقد أفادتني كثيراً في تحسين أداء عملي، ولذلك أعتقد أن البصمة التي تركها على مسيرة الإعلام في المملكة ستظل شاهداً على كفاءته الإعلامية ودوره البناء في وضع اللبنات الأولى لصرح الإعلام السعودي المسموع والمشاهد التي قطعت شوطاً كبيراً في التطور المادي والنوعي في الوقت الحاضر.