مما لا شك فيه أن عصر معالي الشيخ جميل الحجيلان من العصور الذهبية وكانت من أجمل العصور التي عاصرناها حتى قبل أن يكون وزير إعلام حيث كان مدير عام الإذاعة، وكان اسمها قبل ذلك الدار العربية السعودية للإذاعة والصحافة والنشر، حتى جاء المرسوم الملكي وتحولت إلى إذاعة المملكة العربية السعودية وكان ذلك تقريباً في عام 1382هـ.

أما دخولي للإذاعة فقد كان في 8-10-1380هـ وكان عمري وقتها ثماني سنوات ولم أدخل على أساس أني ممثل أو مذيع وإنما مغنٍ للأطفال، وقد بدأت بأناشيد للأطفال ثم ما لبثت أن تحولت إلى ممثل إذاعي، ويكفيني شرفاً أنني كنت من الجيل الأول وقد سبقني الأساتذة بدر كريم وعبدالله راجح وممن سبقوني على الهواء وليس على التمثيل أمين قطان وخالد زارع وعلي بعداني ومن الذين سبقوني في التمثيل حسن دردير ولطفي زيني وغيرهم وقد كانت بداية التليفزيون بعد ما بدأنا بحوالي أربع سنوات وكان بدايته بالأسود والأبيض.

لحقت بفترة الشيخ جميل الحجيلان حتى أصبح سفيراً في باريس وفي تلك الفترة كنا في مبنى الإذاعة الحالي، أتذكر أن معاليه كان من الوزراء الذين لهم وضعهم وأهم ما يميزه هي أخلاقه العالية التي كان يتمتع بها، أيضاً كان يتجول على كل الأقسام والمكاتب ويقف عن قرب بجوار كل موظف بكل تواضع ويتجول داخل الإستيديو وبالذات في دورات رمضان قبل رمضان كانت زياراته مكثفة، أيضاً احتفالات البيعة للملك فيصل -رحمه الله- كان يكثف حضوره بشكل كبير، وكان يحضر تسجيل بعض المواد ويسأل عن المشاكل التي نتعرض لها، وأذكر أنه مرة زارنا في إستديو خمسة وسأل المتعاونين عن المشاكل التي يعانون منها، وهذا يدل على أنه متابع جيد.

لا شك أن معاليه كانت له بصمة واضحة في الإذاعة، فقد كان يزورنا في الاستديو وكان دائماً يسأل الجميع ويطمئن على الجميع وهذه لمسة جميلة، وكان يتفقد الأقسام ما بين فترة وأخرى أيضا لا يمكن إغفال دور معالي الدكتور محمد عبده يماني حيث كان متابعاً بشكل جيد وكانت له مواقف رائعة معي أنا شخصياً، أما معالي وزير الإعلام الحالي د. عبدالعزيز خوجة فهو أساساً ابن الإعلام وكل عرق فيه ينبض بالإعلام، وقد أخذ حنكته عندما أصبح سفيراً فهو كوكتيل إعلامي وأتوقع حدوث قفزات كبيرة في عهده.