مع أنه ليس بيني وبينه علاقة مباشرة إلا أن ما يهمني هو تاريخه، وهذا هو ما يميّز السيرة الإنسانية عموماً، والحجيلان استطاع أن يحدث في تاريخ الإعلام السعودي نقلةً نوعيةً مميزةً أسس من خلالها منعطفات أساسية في تاريخ الإعلام السعودي ما زال يذكرها كل مشتغل بالشأن الإعلامي السعودي.
وعندما يذكر الإعلام (الإعلام القيمة) والإعلام المبدأ فإننا نتذكّر جيداً الحجيلان بكل ما تعني المفردة الإعلامية على إطلاقها وتخصصها في نفس الوقت.
ثم لا ننسى أن هذا الشخص القيمة حمل هذه المسؤولية إلى عاصمة الثقافة الغربية باريس ليشكل الوجه الدبلوماسي الرصين (المحترم) والنافذ الحضور بحيث أعطى صورة مشرقة ليس للدبلوماسية السعودية فحسب، بل أعطى وجهاً حضارياً مشرّفاً للأمة العربية.
ثم كان المنعطف المهم في حياته عندما تولى أمانة مجلس التعاون الخليجي، حيث استطاع أن يؤسس منهجية عملية وتنفيذية، قرب كثيراً من الأحلام التي كانت تحلم بها شعوب المنطقة ودول الخليج العربي لتصبح حقائق ملموسة جنينا ثمارها في السنوات الماضية.
هكذا عرفنا الرجل بأفعاله لا بشخصه، وهذا ما يجب أن يذكره له التاريخ بكل مصداقية وموضوعية.
أعتقد أن هذا الرجل نموذج يمكن لكثير من المسؤولين في كافة المجالات أن يتخذوه قدوةً ومنهجاً لأن سيرة الإنسان العملية في شتى المجالات هي الشهادة الأبرز خاصة عندما تلامس الإعلام والدبلوماسية التي تقتضي حساسيتها البالغة الخروج من هذه الغابة بكل أشواكها بحصيلة من الثمار المشرقة كما لمسناها في ثمار الشجرة الطموحة لجميل الحجيلان.