لا أزعم أني أعرف معالي الشيخ جميل الحجيلان معرفة تماثل - أو قريباً من - معرفة كثير ممن عرفوه عن قرب نتيجة لعملهم معه في المناصب الحكومية المتعددة التي تولاها، أو عن طريق العلاقة الاجتماعية غير الرسمية. ذلك أني لم أتعرف على معاليه عن قرب إلا منذ فترة وجيزة وكان هو صاحب الفضل في بدئها. ومع هذا فأنا أعرفه عن بعد منذ زمن بعيد بوصفه شخصية وطنية أسهم في جوانب كثيرة من جوانب النهضة في بلادنا. ويمكن الإطلال على كثير من إسهاماته من خلال المقالات التي تنشرها له صحيفة الشرق الأوسط على فترات متباعدة. وتحفل هذه المقالات بمعلومات قيمة عن السياق السياسي والسياق الوطني إبان توليه المناصب التي تولاها. ونحن بحاجة ماسة للاطلاع على تلك المعلومات التي يمكن أن تفسر لنا المسار التاريخي الذي نهجته المنطقة العربية، والمملكة على الأخص. ومما تبينه تلك المقالات التوجه القومي الواضح للشيخ الحجيلان الذي لم ينسق في تيار التنابذ الدعائي الذي ابتليت به البلاد العربية نتيجة للتوجهات السياسية المتعارضة. كما حفلت الفترة التي تولى فيها وزارة الإعلام بكثير من مظاهر الانفتاح الذي لم يكن ممكناً لولا جرأته على اتخاذ بعض القرارات الصعبة غير المعهود من قبل في ظل الثقة التي كان يتمتع بها من الملك فيصل -رحمه الله- على وجه الخصوص.
وتدعوني المقالات التي يكتبها الشيخ الحجيلان إلى الأمل بأن يكتب وينشر أكثر مما يكتبه الآن عن الأحداث والقضايا السياسية والاجتماعية التي كان شاهداً عليها طوال السنين التي تولى فيها المسؤوليات الحكومية التي تولاها. وأنا متأكد أنه سيكشف لنا -بأسلوبه الرائع- كثيراً من المعلومات والسياقات عن الأحداث التي عاصرها داخلياً وخارجياً.