كان لي ولحسن الحظ، شرف العمل تحت رئاسة معالي الشيخ جميل الحجيلان بسفارة المملكة في باريس في الفترة من 1977 إلى 1982 وهي فترة ثرية بالحركة والنشاط الدبلوماسي والسياسي بين المملكة وفرنسا؛ حيث شهدت العلاقات بين البلدين تطورات هامة سواء في عهد الرئيس جيسكار ديستان والرئيس فرانسوا ميتران، حيث شهدت تلك الحقبة زيارة جلالة المغفور له بإذن الله الملك خالد بن عبدالعزيز وجلالة المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (بوصفه ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وكذلك زيارة الرئيس فرانسوا ميتران للمملكة، كما شهدت تلك الحقبة إنشاء معهد العالم العربي في باريس حيث كلفني معالي الشيخ جميل الحجيلان بتمثيله في اجتماعات اللجنة التحضيرية المشتركة بين الجانبين العربي والفرنسي، كذلك شهدت باريس في تلك الفترة أول مهرجان ثقافي لدول الخليج العربية رأسه المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد وإشراف وتوجيه معاليه الشيخ جميل حجيلان الذي كلفني برئاسة اللجنة الإعلامية للمهرجان.
عندما وصفت معاليه ببروفيسور الدبلوماسية الحديثة، إنما عنيت أن معاليه كان بالنسبة لي ولزملائي الذين عملوا بالسفارة آنذاك بمثابة المعلم الذي أفاد منه وبأسلوبه الراقي، كل من تتلمذ على يديه واكتسب منه الخبرة وحسن التوجيه وأصول العمل الدبلوماسي والإداري الحديث وبما عرف عنه من دماثة الخلق وحسن المعشر. ولعل ذلك كان ديدنه عندما تبوأ منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي كما استمر عطاؤه هذا عبر المقالات التي كان يدبجها في بعض الصحف ناقلا خبرته ورؤاه واهتماماته بالقضايا العربية بأسلوب راق ومشوق يعكس تميزه كعلم من أعلام الدبلوماسية والسياسة والإعلام.
أطال الله في عمره وأمده بوفير الصحة والعافية.
السفير السعودي في بيروت سابقاً