كيف نكتب كلمة في حق هذا الرجل؟
وأي كلمة يُمكن أن تقترب من إنجازاته الرائدة بامتياز؟
أنتكلم عن هذا الطالب «القصيمي» الذي اختار دراسة الحقوق انطلاقا لتكوينه المهني فكان الأول قبل الكثيرين، وكان سباقا في رؤية حصيفة لم يفطن لها إلا القليلين فيما بعد؟
أم نتكلم عن المناصب التي تقلدها صانعا ومُنجزا للدبلوماسية السعودية، أو كأول وزير للإعلام في مارس 1963، ثم أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي!
من يتابع مسيرة الشيخ جميل الحجيلان ومواقفه لن يصعب عليه اكتشاف شخصية مُختلفة.. مُتميزة.. انفتاح على العالم ورؤية سبقت أوانها بالنسبة للمستقبل.
ما يهمني هنا هو رؤيته الحضارية الجميلة تجاه المرأة، ودورها في المجتمع وأهمية مشاركتها في صنع مستقبله. ففي عهده كمسؤول عن الإذاعة والصحافة ثم كأول وزير للإعلام السعودي دخلت المرأة السعودية مجال العمل بالإذاعة، وإن كان كمتعاونة في البداية. انطلق صوتها في برامج للمرأة والأسرة.. لتتبعها تدريجيا برامج أخرى متنوعة. في هذه الحقبة تخطت المرأة حاجزا كبيرا كان يجعل من صوتها تابوها ويحُول دون اقترابها من العمل كمذيعة أو مقدمة برامج. ولم يكن نجاح هذه التجربة واستمرارها ممكنا دون الرعاية والتشجيع والتوجيه والحماية الفعلية من معالي وزير الإعلام الشيخ جميل الحجيلان.
كان رجلا حانيا في نظرته للمرأة. مُقدرا دورها المُجتمعي. كان عن جدارة نصيرا للمرأة ومُؤازراً لخطواتها الأولى في المشاركة التنموية في المجتمع، والتي كان الإعلام من أهمها.
نحن نتكلم سيداتي سادتي عن 1963-1962! عن حقبة مضى عليها خمسون عاما، أي نصف قرن.!!