معالي الشيخ جميل إبراهيم الحجيلان غني عن التعريف، فقد تقلّد منصب وزير لوزارتي الصحة والإعلام كما عمل سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في فرنسا لمدة تزيد على عشرين عاماً وأصبح عميد السفراء العرب خلال تلك الفترة.
ولقد عرفت الشيخ جميل الحجيلان عن قرب عند تعيينه في منصب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد الأستاذ عبدالله بشاره والشيخ فاهم القاسمي، حيث كنت أعمل منذ بداية تأسيس المجلس في وظيفة وزير مفوض ومسؤول عن الجوانب المالية والإدارية في الأمانة العامة لمجلس التعاون، ومن خلال عملي مع الشيخ جميل لمدة ستة سنوات وجدت في ذلك الرجل عزيمة صادقة، وقدرات مميزة، وخلق عالية ولقد أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب (وأي مكان يضاهي كونه بجانب الملوك والقادة)، ولقد استطاع توظيف خبراته القيادية الطويلة وحكمة تجارية وتمرسه في أروقة الدبلوماسية في عمله في مجلس التعاون، مما جعل فترته مميزة بكل المقايس وفي مختلف جوانب العمل في مجلس التعاون، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، إذ إنه بالرغم أن قرارات المجلس تعتمد على المرثيات المتعددة لدوله إلا أنه كان يدفع بالجهد والتحضير المتقن والإقناع من خلال اللجان الوزارية المتعددة للوصول إلى خطوات إيجابية نحو تحقيق أهداف المجلس ودعم مسيرة العمل المشترك بين دول.
أما في مجال إدارة دفة العمل في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، فقد كان معالي الشيخ جميل قيادياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث كان يتعامل مع الموظفين بصرف النظر عن جنسياتهم ومراكزهم وكأنهم أبناؤه، وكان يتابع أداءهم بكل اقتدار، ويصدر توجيهاته وتعليماته بعناية مع دقة في اختيار عباراته، ونتيجة لهذا السلوك الإداري الراقي كانت نسبة الرضا الوظيفي بين عموم الموظفين خلال فترة عمل معاليه عالية جداً، وكان العمل يسير بكفاءة وفعالية انعكست على نتائج أعمال المجلس.
على الصعيد الشخصي معالي الشيخ جميل بالرغم من مكانته العالية فقد أثبت بالممارسة أنه رجل متواضع جداً ويحب عمل الخير ويسعى له.
وتأكيداً على ذلك فقد كانت لجهوده الخيرة في السعي لدى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لضم موظفي الأمانة العامة السعوديين إلى التأمينات الاجتماعية نتائج سر بها منسوبو الأمانة العامة السعوديون وأسرهم وطمأنتهم على مستقبلهم لصدور الأمر الملكي الكريم باعتماد ضمهم للتأمينات الاجتماعية اعتباراً من بداية تأسيس المجلس وتحمل الدولة تكاليف الفترة السابقة لصدور الأمر الملكي الكريم، وهذا بلا شك أمر يثمنه الجميع ونسأل الله أن يكون في ميزان حسنات من أمر به ومن سعى له وأسهم في تحقيقه.
هذه نبذة موجزة عن بعض جهود الشيخ جميل الحجيلان أثناء عمله بمجلس التعاون حيث لا يتسع المجال لتوضيح كل ما قام به من إنجازات تستوجب الإشادة، وأؤكد بصفتي أحد الذين تشرفوا بالعمل تحت قيادته بأنه مهما قيل عنه فإنه سوف لن يوفيه حقه.. وفي الختام أرجو لأبي عماد عمراً مديداً مع حياة سعيدة مقرونة بالصحة والعافية.