الصحوة حشد جماهيري باندماج تفاعلي، وأركز على مفهوم الحشد الجماهيري مفرقًا بين شخوص رموزها وخلقياتهم وبين مفهوم الحشد كما سأعمل عليه هنا، ولقد صار الحشد الصحوي مصطلحاً لأنه علامة على تغير ثقافي واجتماعي من حيث هي حالة استقطاب مغر وذاتي الحركة والتفاعلية، وأبرز علامات قوتها هي سحريتها في الإغراء لتصدر مجالسها أو لمجرد الاندماج فيها، هذه خلاصة ستصل إليها بالضرورة المنهجية كلما تناقشت مع من مر بها وصار منها وفيها يوما من الأيام، حتى ليعترف لك تلقائياً أنه لم يك يملك أن يكون خارجها، وهي بهذا صارت موجة بالمعنى الحرفي وليس المجازي، تتفاعل بقوتها الذاتية ولا سيطرة لمن هو خارجها عليها، وتتقوى مع كل حركة تتحركها وتجر الماء الساكن لينجرف معها ويكون جزءا منها وقوة لها. هي حقيقة واقعية وهي حالة ذهنية في آن واحد، ولك أن تدرس ممارساتها كما فعل كثيرون، كما لك أن تقرأها عبر فحص علاماتها، خاصة لمن هو مثلي ممن كان مستهدفاً منها، أي أني سأنظر فيها من حيث هي منظومة علامات تنفعل مع ذاتها وتتحرك ضد غيرها في حركة شبه فيزيائية.