أهوى الأصيلَ يناجي نبضُه الشُّهُبَا
رَغْمَ المريدين تعكيراً لما عَذُبا
يا قاصدَ المعدنِ الأصليِّ لا أسفاً
إذا لمستَ فكان المُرتجى خشبا
كلُّ المناجمِ لم يظفرْ مُنَقِّبُها
بما يجمِّلُ ألماساً ولا ذهبا
تغيَّرَ الوقتُ بالمُنْفين جلدَتَهمْ
فكلما شئتُ رأساً بان لي ذنبا
لا بأسَ إنْ صار من يجنون ماضيَهمْ
نزراً فبالنَّزرِ كم نال النُّهى أَرَبا
نبني ونُرجِعُ من مالتُ عواطفُه
بمن يغرِّرُ أو يغتالنا خبَباَ
والدائبون على إيذاء من فطنوا
كالذّرِّ صاروا يقيمون الونى رُتًَبا
تكاثر الضُّرُّ حتى ما خلا وطنٌ
منهمْ أصالتُه تستنجدُ الحَسَبا!
لم نعرف الغدرَ إيصالاً لغايتنا
والغدرُ كمْ عندهمْ أمسى وكم لعبا
فكم مريدِ اعتصامٍ للبلاد وكم
مريدِ ضدٍّ ليحيا جمْعُها إِرَبا
كم أسرج العزمُ - حين اشتاق لي - فرسي
فصادف الكيدَ- لا يدري- به فكبا
إنْ كان لي بعدما ما بان الخفاءُ مدى
.. عرفتُ للخَتْر أوهى كذْبةٍَ سببا
ما ينو ذو الحقدِ ترميماً لما هدمتْ
يداه يبنِ لنا من ما نوى كذِبا
أهلُ الجفاءِ يديلون الضِّرارَ لنا
ليكسبوا عند أعداءٍ لهمْ قِرَبا
لا يغرسون سوى داءِ القلوبِ فإن
سألتَ ماذا؟ يقولوا نزرع العنبا
أهدافُ من يقتلون الضوءَ واضحةٌ
ولو أجادوا لها التَّرقيعَ والحُجُبا
يبدون للخير أعواناً وزحفُهمُ
خصْمُ الصَّفاءِ وإنْ أقعوا لمن ذهبا
إنْ يمنحوا للِّيل أفكاراً وأفئدةً
ليهزموا الصُّبحَ .. وهنُ الصُّبحِ قد جُذِبا
إبليسُهم فوق أوجِ المكرِ متَّصلٌ
وشرُّهم فاق أوجَ السُّوءِ مُنتسباً!
أ يحسبون بأنَّ الفوزَ وافقَهمْ
الفوزُ للشَّرقِ لا فوزاً لمن غربا؟
يبكِّرون إلى الآبار ماحلةً
كأنَّ ثمَّ معينَ الفنِّ قد نَضَبا
مواردُ الفنِّ لم تنضَبْ عذوبتُها
هنا ولكنَّ من يأتونها [نُجَبا]
نجني مصادرَنا بالحبِّ يانعةً
سبحان من أجزلَ الأحلى ومن وهبا
لو لم يكن غيرُ أنَّا واقفون على
أمجادنا لكفانا عزَّةً [وإبا]
هم يوهمونا بِعُشْرٍ من حزائننا
ونحن نهزمُهم من ما صفا أدبا
بلا غموضٍ وتلفيقٍ وجعجعةٍ
بلا طحينٍ سنحمي للأصيلِ أبا
سنوصلُ العزمَ إصراراً لمنطَلَقٍ
لم ينصرمْ منذُ ليلِ الواهمين خبا
ونهجر السُّخفَ- لو بانت بوائقُه
تُجلي ذويه - ولو نلنا به العطبا
لِركْضِ من يجلبون الكرْهَ - ويحهمُ-
حدٌّ وللحبِّ ركضٌ قطُّ ما تعبا
لا يقطف الحبُّ إلاَّ ما حلا ثمراً
دوماً وهم يحصدون الإثمَ والوَصَبا
ما كلُّ شاديةٍ حُسْناً بمطربةٍ
وليس كلُّ مغنٍّ يوقظ الطَّربا
فكلما قلتُ سرْ يا هاجسي لهمُ
لربَّما.. لامني مستنكراً وأبى
فإنْ غزا هاجسي من أمتي ألمٌ
جثا أمامي .. يزفُّ الشِّعرَ مُلتهبا
ما قيمةُ الفنِّ إنْ لم يستثرْ هِمَماً
تبني وترفعُ عن أتباعها السَّغبا ؟
ما قيمةُ الفنِّ إن لم يهدِ أمَّتََه
عزَّ الوئامِ وينفِ الخلْفَ والشَّغبا؟
لا بارك اللهُ في فنٍّ ينام على
ثأرٍ لينشرَ في طلاَّبِه الرِّيَبا
الفنُّ للفنِّلا في أمَّةٍذرفتْ
دماً بإجرامِ من أضنى ومن نهبا
الفنُّ للفنِّ لا في واقعٍ مُلئتْ
ساحاتُه غضَباً مِنْ مَنْ جنوا حِقَبا
ماذا سنكسبُ من تجريدِ غانيةٍ
أو غامضٍ لَكأنَّا منه ما عربا؟
نبارك الفنَّ إبداعاً يُشيِّدُ لا
مخرِّباً يفسدُ الأخلاقَ والعَقِبا
لم يُنكرِ الحبُّ إلاَّ صمتَ من عُرِفوا
على سواءٍ أليس النَّهيُ قد وجبا؟
كم أغمضوا طرْفََهمْ فوق القذى عجباً
لهم فإغضاؤهمْ يستوقفُ العجبا!!
إنْ يحسبوا وَقَفَاتِ العدلِ نائيةً
من غفلةٍ لا فما ينسون قد قَرُبا.