(1)
ما الذي يفعله الحرفُ حين يتدثّر بالبياض سوى مقاومته لصوتٍ مطليٍ بالقار، ليس أجربَ لكنه مشبعٌ بالسحمةِ مثل جدران الحداد!
لا يمكن للكلماتِ أن تكون منزوعةَ الدسم، لذا لا مناصَ من صمتٍ «أبيض»!
(2)
يتنازع اللبنُ والماءُ «الأبيضين»، وقيل هما السكرُ والملح، وفي روايةٍ أخرى «غير موثّقةٍ» هما أصغرا الإنسان (قلبه ولسانه).. «التطبيق الأخير» غير متوفر للجميع!
(3)
غريبٌ أن يظل الملح ثابتاً على بياضه، بينما يتلوّن السّكر..
يبدو أن للملحِ مواقفَ لا يطالها السكر وربما لهذا تقول فتاة الحكاية لأبيها الملك:
«أحبك بقدر ملح الطعام»!
(4)
تبتكر أمي تقويماً جديداً تحصي به أيام غربتها...
حبوب دوائها البيضاء! وحين يتعلق الخيط الأبيض على ذراع السماء، يختلط غطاء رأسها الأسود بنواياها الناصعة مثل رقعة الشطرنج، وأنا بيدقها الوحيد، نصفي أبيض والآخر أبيض أيضاً!
(5)
في سعيي نحو الصمتِ، أصير مثل «أرنبِ أليس» في بحثه عن قفازه الأبيض للّحاق بموعد الملكة الشرسة، أغلّف الكلماتِ في فقاعات ملونة وأمنحها سباتاً، ألست في «أرض العجائب»؟!
(6)
ما زال في الأحلام متسعٌ من بياضٍ!
(7)
وعلى سبيل البياض أيضاً.. هنالك أناسٌ لست بحاجة لاختبار القفاز الأبيض لكشف سوادهم، ذكراهم محض هباب!
- القاهرة