الناس.. السلطة السليطة، والقامة التي لا تُقهَر!
الناس.. أولا ثم الدين ثانيا!
الناس.. مقياس الفضيلة ومسيروا الحياة!
الناس.. إكسير الحياة!
!!!
الناس ليس مصطلحا موشوما فنسري عنه ونذود عن حياضه ما علق بها من وشم، وليس أقليّة فنتجاهلها كما نتجاهل توافه الأمور والأقليات التي ضررها غير ساط على البشر..!
الناس منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، كانوا وسيكونون طرائق قددا ..!
الناس من قال العقاد عنهم: علمت أن خطأ الكثيرين جائز، وأن سخريتهم لا تضير..
بعد تجارب العقاد مع الناس، ورؤيته لانقسامهم في وصفه إلى ضدين؛ انتهج منهجه معهم حيث يقول: وقد عرفت أنني أثق بنفسي وأعتمد عليها، ولكني أعتقد أنني وثقت بها من طريق النفي قبل وثوقي بها من طريق الثبوت؛ فقد كنت في بادئ الأمر أحسب أنني أنا المخطئ وحدي وأن جميع الناس على صواب..! هناك اختلاف لا شك فيه فمن المخطئ ومن المصيب؟ .. أنا المخطئ إذن لا جدال..!
حين نثق بأنفسنا بطريق النفي قبل الوثوق بها من طريق الثبوت كما فعل العقاد؛ حينئذ يصير الناس معادلة سهلة، وعورة متكشّفة؛ فنرى عجائبهم بعين التأمّل لا الألم..!
** لقد علمتني تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التي ننفرد بها ولا تغيظهم النقائص التي تعيبنا، وأنهم يكرهون منك ما يصغرهم لا ما يصغرك، وقد يرضيهم النقص الذي فيك؛ لأنه يكبرهم في رأي أنفسهم، ولكنهم يسخطون على مزاياك؛ لأنها تصغرهم أو تغطي على مزاياهم.. فبعض الذم على هذا خير من بعض الثناء.. لا بل الذم من هذا القبيل أخلص من كل ثناء؛ لأن الثناء قد يخالطه الرياء، أما هذا الذم فهو ثناء يقتحم الرياء ** العقاد.
الناس رجرجة ذمّ الله أكثرها في كتابه: ولكن أكثر الناس؛ لا يعلمون، لا يفقهون، لا يشكرون، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك ...
كيف نقرأ النص الصريح الظاهر الذي يذمهم ثم نسلمهم الزمام ونسير وفق قوانينهم وشرعياتهم؟!
كيف نتمسك بسلطتهم أكثر من تمسكنا بسلطة الدين؟!
كيف نعطّل عقولنا وأفئدتنا أمامهم وكأنهم وحي منزل من عند الله بل نستجيب لهم أكثر مما نستجيب للوحي؟!
ما المحصول الذي نجنيه من اللهاث وراء الناس؟!
هل وازنّا بين عبّاد الناس وبين الفجّار بهم؟!
خاتمة..
وأنه كان رجال من الإنس يحتمون برجال من الإنس فزادوهم رهقا!
- الرياض