الجزيرة - سعيد الدحية الزهراني - تصوير - مترك الدوسري

دشن وزير الثقافة والإعلام المشرف العام على المجلة العربية الدكتور عبدالعزيز خوجة باكورة إنتاج وحدة الدراسات والبحوث بالمجلة، وهي دراسة «اتجاهات القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية»، موجهاً رئيس تحريرها الدكتور عثمان الصيني بعد أن تسلم نسخته من الدراسة بأن تقوم المجلة بإعادة إجراء هذه الدراسة التي تتناول جانب القراءة في المملكة، وذلك بصفة دورية، مدتها أربع سنوات؛ وبالتالي قراءة ومقاربة النتائج في كل دورة ورقياً وإلكترونياً.

ونوه الوزير خوجة خلال حفل المجلة العربية الذي دأبت على إقامته سنوياً لتقدم عبره في كل عام مفاجأة ثقافية بارزة..بتميز المجلة العربية وتألقها بصورة تجعلها تنافس كبريات المؤسسات المعرفية، متجاوزة بقيادة الدكتور الصيني إطارها الطبيعي وهو المجلة..

رئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني «نفى بشدة» ما يشاع ويتداول بصورة عامة وواسعة لدى مختلف الشرائح الاجتماعية، وفي مقدمتها النخب، عن تدني القراءة محلياً، مبيناً أن الضعف في الدراسات التي قدمت نتائج حول هذا المفهوم الخاطئ أبرز أسباب هذا التصور السلبي، الذي قاد عبر نتائج مضللة وغير صحيحة لتلك الدراسات إلى حالة من الاستسلام لذلك التصوُّر.

استعرض الصيني في كلمته أبرز نتائج الدراسة التي حملت عنوان «اتجاهات القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية»، مبيناً المنهجية العلمية التي اتبعتها الدراسة، وفي مقدمته المنهج النقدي والأخذ بمفهوم اتساع القراءة الحرة من الورقية إلى الرقمية، إلى جانب التعامل مع القراءة كظاهرة اجتماعية مرتبطة بالسياق الثقافي العام، وذلك ضمن سياق معيارية مقارنة.

ومن أبرز النتائج التي كشفت عنها الدراسة، وفق الدكتور الصيني، فيما يتعلق بالقراءة الحرة محلياً أن ما نسبته 78 % من السعوديين يمارسون القراءة بصفة مستمرة مقابل 22 % لا يمارسون القراءة، وأن أكثر من 68 % يقرؤون أكثر من 10 دقائق ورقياً، فيما 75 % من المجتمع يقرؤون أكثر من 10 دقائق إلكترونياً، وأن أكثر من 50 % من المجتمع السعودي يمارسون القراءة الحرة بشكل يومي، وأن 33 % من السعوديين يمارسون القراءة الحرة بوصفها نشاطاً يومياً، و13 % كل يومَيْن، وأن أفضل الأماكن للقراءة الحرة المنزل، فالمدرسة ثانياً، فالمكتبات العامة ثالثاً. كما احتلت الأخبار في دراسة اتجاهات القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية، التي أعدتها المجلة العربية، المركز الأول في القراءة الحرة، بفارق كبير مقارنة مع المجالات الأخرى، كما أفادت الدراسة بأن الرجال أكثر إقبالاً على قراءة الصحف اليومية مقارنة بقراءة النساء؛ حيث بيَّنت الدراسة أن النساء يفضلن قراءة الإصدارات الأسبوعية والشهرية، موضحة أن متوسط إنفاق الفرد السعودي على القراءة الحرة يومياً «ريال واحد»، وينفق الذكور أكثر من النساء بنسبة 9 %.

وألمح الدكتور الصيني إلى شح الدراسات السابقة في الإطار البحثي الذي استهدفته دراسة المجلة عدا نموذجين عربيين لا يقدمان مستنداً علمياً متيناً. مؤكداً أسبقية هذه الدراسة من حيث البُعد الوطني في مجالها.

يُذكر أن المجلة العربية ـ التي باتتاً أنموذجاً شاهقاً للتميز والفعل الثقافي الخلاّق ـ أصدرت إلى الآن 432 عدداً إلى جانب «كتاب المجلة»، الذي أصدرت منه حتى عددها الماضي 193 كتاباً، ويوزَّع مع المجلة. كما أصدرت أكثر من عشرة إصدارات ضمن «سلاسل الكتب المستقلة» التي تُعنى بمختلف الشؤون الثقافية والفكرية والإبداعية والمترجمات، إلى جانب مشاركاتها المميزة في المحافل والمناسبات المحلية والدولية مثل معارض الكتاب والأسابيع الثقافية، وعقد الشراكات مع المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية والجامعات ونحوها.