قبل أعوام قليلة أقامت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين البرامج الإثرائية في مجال الفنون التشكيلية ولمدة ثلاثة أعوام متتالية قبل أن توقفه وتقتصر على المجالات العلمية وتركز عليها أكثر من غيرها، كانت من أجمل التجارب العملية بالنسبة لي إشراكي ضمن فريق العمل المكلف مع عدد من الزميلات، سواء في تقديم المادة العلمية أو الإشراف على الأنشطة، تم انتقاء طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية الموهوبات في مجال الفنون التشكيلية، ثم خضعن لمدة شهر تقريباً لبرنامج إثرائي منوع يغطي كافة الخبرات التي تحتاج إليها الفنانة الواعدة، سواء على المستوى النظري أو العملي، ومضت الأيام ومازلت أتابع تطورات الحياة للبعض منهن، عدد منهن التحقن بأقسام التربية الفنية في المرحلة الجامعية، ومن ثم تخرجن بنسب عالية وأصبحن معيدات، البعض أكملن مشوارهن بعد ذلك في مجال الدراسات العليا والحصول على منح داخلية أو خارجية، ومع اتساع شبكة العلاقات الاجتماعية في تويتر تحديدا أتلقى عددا من المتابعات من عدد من الفنانات ومن بينهن طالبات البرامج الإثرائية اللاتي مازالت ذاكرتي تحتضن أسماءهن وملامحهن التي لن أنساها، وجود مثل هذه المخرجات تؤكد على النتائج الإيجابية التي ساهم البرنامج فيها وتؤكد على أهميته، ولكن للأسف كان العمر الزمني قصيرا لهذه النوعية من البرامج الإثرائية ولم تستمر المؤسسة في تنفيذها سواء على مستوى الإجازة الصيفية أو على مستويات أقصر، جاءت تجربة وكالة وزارة الثقافة والإعلام في تنفيذ المخيم الإبداعي الصيفي ولمدة عامين فقط، وشاء الله أن أشارك أيضا مع فريق العمل المكلف، كان الإقبال كبيراً من قبل الفتيات وأهاليهن، كانت فكرة المخيم جيدة وامتدادا لفكرة البرنامج الإثرائي بشكل مبسط، ولكن ماذا بعد ذلك هل سنرى برامج جديدة قريبا؟ أتمنى ذلك.
Hanan.hazza@yahoo.com