بعض آراء الأستاذ الدكتور حسن الهويمل وتعليقات بعض النقاد حول إنتاج الهويمل على النحو الآتي:
أولاً: يقول عبد الله بن إدريس على تكريمه: ولا يختلف اثنان على استحقاقه التكريم؛ لأنه منذ عقود وقلمه مرتهن للدفاع عن قيم الإسلام، ولاسيما عند تكالب التوجهات التغريبية، وهذه سمة أغلب أدباء السعودية. ويضيف الدكتور احمد بن صالح الطامي رئيس النادي الأدبي بالقصيم سابقاً، في كتابه اتجاهات الشعر المعاصر في نجد: لم يحتفِ الهويمل بالشعر الرمزي لتأثر الرمزي بالغرب، وأصبح شكله غريباً، وأنكره الغيورون على لغتهم.
ويؤكد محمد الطامي أن الهويمل لا يتقبل شعر التفعيلة وقصيدة النثر, ويبرر رفضه التفعيلة بأنه لا يجد فيها جرساً موسيقياً، وهي قوالب جديدة يرفضها الذوق العربي، ويظل شعر التفعيلة خللاً في القصيدة مهما كان المضمون قوياً؛ فشعر التفعيلة لا يكفل وجود النغمة الحلوة والإيقاع السليم الذي تنشده الآذان العربية ذات الذوق الرفيع.
وطالب الهويمل في كتابه (النزعة الإسلامية في الشعر السعودي) - وهي دراسة موضوعية وتحليل مضمون الشعر السعودي - بضرورة الالتزام الإسلامي للشعر؛ ليقف ضد التيارات الملحدة التي أخضعت الفنون لخدمتها وتضليل الناس، كما يقول الهويمل. وتعرض للشعر الواقعي الذي تخلى أصحابه عن الشعر القديم، أو كما يقول الهويمل أخفقوا في اقتناص المفردة الملائمة، ولم ترتبط ثقافتهم بالتراث رغم ثراء خيالهم، وبراعة صورهم، ومن هؤلاء (حسن القرشي وطاهر الزمخشري ومحمد حسن فقي.. وغيرهم).
ويختم الطامي بالحديث عن موقف الهويمل الشعري، وهو مع الشعر التقليدي بالبحور الشعرية المعروفة، ويقبل التفعيلة بحذر، ويرفض قصيدة النثر، ولا يمكن المساواة بين الشعر الخليلي من حيث فعاليته في تجلية القضايا الإسلامية وشعر التفعيلة، ولم يكن شعر التفعيلة في مستوى القديم في حمل المضمون الإسلامي.
وعن مصطلح الأدب الإسلامي لم يظهر قديماً؛ لأن الأدب العربي وعاء للفضيلة، ومنطلق للقيم الإسلامية. ولكن عندما أدلج الأدب، ولم يترك للتسلية، أدلى الإسلاميون بدلوهم، ولزم اقتطاع جزء من مساحة لأرض تسع للمسجد والملاهي والحدائق والصحاري القاحلة والرياض الغناء.
ويؤيد مصطلح الأدب الإسلامي بمصطلحات شتى، فمثلاً هناك وصف للأدب بقصد التخصص، فيقال الأدب العربي والإنجليزي، وقيل الأدب الصوفي والحداثي.
فالأدب العربي يتسع لكل المضامين الفكرية والأخلاقية، ولا يكون إلا بلغة عربية، والأدب الإسلامي لما يقتضيه الإسلام من قول أو فعل أو معتقد، ويتسع لغوياً بحيث يشمل العربي وغير العربي.
ويقول سلطان القحطاني عن الهويمل: جمع بين القديم والجديد، وقليل من جمع بين التيارين. من أخطاء الجيل الأول اتخاذ منهج مغاير للقديم، إما جهلاً بقيمة القديم أو تجاهلاً. الهويمل هضم القديم، وعرف قيمته على أسس تناسب وضعه من حيث المكان والزمان وثقافة الشاعر، ثم أبدى وجهة نظره مراعياً الفروق الفردية، ومواقفه واضحة المعالم بين التراث والأصالة والمعاصرة، وكان يطلع على كل جديد؛ ما أثرى الساحة المحلية ببحوثه، وله السبق في التحليل للمصطلحات العلمية.
وهو معلم، يساعد على تحضير وإحياء المعلومات من جديد، ومن النوع الذي ثقف نفسه. راجع مجلة الأدب الإسلامي العدد 55 جماد الآخر- شعبان 1428هـ.
ثانياً: يقول الهويمل عن المدارس الأدبية (مدرسة الديوان): إن الشعر قيمة إنسانية، تعبير عن نفس صاحبها، والقصيدة بنية حية، وليست أجزاء متناثرة، يجمعها الوزن والقافية، وعلى هذه المدرسة سار أبناء نجد، ومن أبرزهم الجهيمان وعثمان بن سيار.
رأي العقاد في الشعر المتحرر أن القيود الصناعية ستجري عليها التغيير والتنقيح؛ فإن أوزاننا وقوافينا أضيق من أن تفسح لشاعر تفتحت مغاليق نفسه وقرأ الشعر الغربي، ووجد فيه الأقاصيص المطولة والمقاصد المختلفة، وكيف تلين القوالب الشعرية فيودعونها، وتراجع عن رأيه، وجماعة الديوان متحمسة للأدب العربي، لكنها متأثرة بالأدب الإنجليزي.
ثالثاً: مدرسة أبوللو، وهي ذات نزعات عاطفية وتأملية واجتماعية وإنسانية، ومن يقرأ لأبي شادي يجد الانفتاح لكل الأوزان والاتجاهات، وليس أدل على ذلك من رئاسة شوقي لها في آخر حياته.
ترتبط هذه المدرسة بالأدب العربي، إلا أن وضوحها لم يكن بذلك الإشراق بحيث يمكن ربطها بالقديم.
وعن الشكل الخارجي فإن من شعرائها من يلتزم بالقافية مع المزج بين البحور، ومنهم من يلتزم بالبحر دون القافية، ومنهم من لا يلتزم، لا بوزن ولا بقافية. وتمتاز بالنزعة الإنسانية والدفاع عن الكرامة الإنسانية والدفاع عن كل الكائنات الحية. ومن أبرز من تأثر بها في نجد سعد البواردي والعيسى.
يقول أحمد زكي في قضايا الشعر المعاصر: يقدر الشعر المتجرد والمرسل والحر والرمزي والسرياني، ويدافع عن الشعر المتصوف والوجداني وحق الشعور الإنساني مطلقاً، وهو مع الشعر الفصيح والعامي، وهو لم يضع حدوداً لمدرسته، وهي أكثر المدارس انفتاحاً.
راجع كتاب اتجاهات الشعر المعاصر في نجد للدكتور حسن الهويمل.