إن دور الثقافة في التنمية يواجه عدة تحديات قاسية وعميقة في قوتها. والقضية الأعمق التي تواجه الثقافة اليوم هي.. [السطحية].. وازدحام وسائلنا الاعلامية المختلفة بمثقفين ومنظرين يرددون أفكار وآراء وشعارات مكررة يستعصى على المرء فهمها واستيعابها.
والأمن الفكري يحتاج للعديد من المرتكزات والقيم والمبادئ لعل أهمها في - نظري - هو توفر الشفافية والجرأة. ولكنى أرى كغيري من المثقفين والكتّاب أن مبدأ..[الحرية].. يعاني صعوداً وهبوطاً وتأثيراً وانحساراً. وهذا كله لا يساعد على رسم.. [الخارطة
الفكرية].. المستقرة والآمنة والتي تؤسس للاستقرار الفكري.
إن انفاق المال على..[الأمن الفكري].. يساعد السلطة على توفير المعلومات التي تعطى معرفة بالحقيقة التي تحقق الاستقرار. الفكري، والذي يحمي عقول الأمة وبخاصة شبابها. وهو القابل لسرعة الانحرافات الفكرية المؤثّرة والحيوية. والتي تدعوه لدخول الجنة.
والمواطن حتى يساعد السلطة على تحقيق الأمن الفكري الذي يرسخ الاستقرار والطمأنينة والأمان، لا بد أن يكون قادراً على فهم تعقيد والغاز المعلومات السلطوية والتطور -عادة- في الأمن الفكري يحصن العقل من الانحراف والاحتقان والغضب بموازين قوة الحرية، وتحالفات الشفافية، ويأمنه من التطرف والتشدد والانحراف الفكري.
ومع تزايد حملات التشكيك في.. [مستويات التدين].. يتبين أن الأمن الفكري في حاجة ماسة إلى تجديد الخطاب الديني بمعطيات عصرية، تحترم كل المتغيرات، وتقدر خطورة الافرازات المتلاحقة والسريعة، أبعد مما يذهب إليه احتياجنا العصري. أن الأمن الفكري وبخاصة العقدى منه لا بد أن يفهم أنه ليس مسألة تعبدية تؤدي إلى خوض صراعات غير مبررة.
ومن مهام ومسؤوليات تحقيق الأمن الفكري لترسيخ الاستقرار هي دفع.. [الاستقطاب الايديولوجي].. الذي يسود المرحلة حالياً.
فالأمن الفكري ينبع من منابع الثقافة التي تفهم وتستوعب هموم الوطن والدولة والمواطن وطبائعهم وأدوارهم ومساحة تفكيرهم. وسماحة ورقي التعايش السلمي في ظل وطن نحبة ويحبنا، ونضحى من أجله.
إن غياب المثقف عن المشاركة في تحقيق الأمن الفكري إنما يرجع ذلك السبب إلى أن أصحاب المشاريع الإيديولوجية الدينية يفرضون مشاريعهم بقوة السلطة. والخطر - كما اعتقد - أن تتهم الثقافة والمثقف والمفكر على أنهم مستوردون ثقافتهم من خارج حدود الوطن، وأنها مفروضة عليهم. إن السعي إلى إعادة بناء.. [الأمن الفكري].. يحتاج إلى فهم التاريخ المتشابك بين المثقف، والديني، وهو الوسيلة الوحيدة التي نملكها اليوم لإنجاز فهم عميق للأمن الفكري الذي يحقق الاستقرار. والطمأنينة، ويرتقي بطاقتنا الروحية لحماية الأوطان من الشرور والأخطار المحيطة بها من كل حدب وصوب وجهة.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.
أديب وكاتب سعودي
البريد: Zkutbi@hotmail.com
الموقع: www.z-kutbi.com