في محاضرته التي ألقاها في معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ عدّد المدرب وخبير الإعلام الجديد عمّار محمد أكثر من طريقة لتوسيع المعرفة والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأجاب عن تساؤل ثقافي معاصر وهو نفس اسم المحاضرة « كيف تكون مثقفاً بنكهة الإعلام الاجتماعي؟». عرّف عمّار محمد الثفافة في بداية حديثه بأنها كل ما صنعه وابتدعه المجتمع من الأفكار والأشياء وطرق العمل، وأنها مجموع المعلومات والقيم الحاكمة للسلوك، وذكر بأنها تتشكّل عن طريق المعلومات والقيم الجديدة، والسلوك الجديد، وانتقال للسلوك المكتسب، ونشر وحدات اجتماعية للسلوك، ثم السيطرة والعرف والاستمرار. وتتجدّد الثقافة عن طريق تغييراتٍ في البيئة والمجتمع، واحتكاك بالثقافات الأخرى، وأخيرا التطورات التي تحدث داخل المجتمع. ثمّ عرّف المثقّف بأنه من يعرف كل شيء عن شيء ومن يعرف شيئا عن كل شيء. وانتقد المتحدّث واقع الثقافة الحالي وثقافة التسطيح مدلّلا على ذلك بإحصائيات تظهر الفارق الكبير بين عدد من صوّتوا لبرنامج نجم البوب والذي بلغ 23 مليون صوتا مقارنة بمن صوّتوا للانتخابات العمومية البريطانية الذين بلغوا فقط 26 مليون صوتا، وأيضا قارن بين عدد المصوّتين لبرنامج ستار أكاديمي البالغ 70 مليون صوتا فيما بلغ عدد المصوّتين للاعتراض على حرب أفغانستان 3 ملايين صوتاً.
وتطرّق المحاضر إلى مصادر تشكيل قيم الشباب في مجتمعاتنا وهي الإعلام والمدارس وأولياء الأمور والمساجد والانترنت، مشيراً إلى أن أكثر من ربع سكان دول مجلس التعاون الخليجي موجودون في مواقع التواصل الاجتماعي، التي عرّفها بأنها وسائط للتفاعل الاجتماعي باستخدام تقنيات الاتصال، والوصول لنطاق لا محدود من الجماهير بهدف إنشاء وتبادل المحتوى مستندة على ما يطلق بالويب 2.0، وأضاف بأن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في الترابط الاجتماعي بين ذوي الاهتمامات المشتركة، وزيادة الثقة، والتعاضد بين أبناء المجتمع، إضافة إلى كونها وسيلة إخبار وتواصل وتشارك جعلت من صنع الأحداث سهلا عن طريقها.
وساهمت هذه المواقع في بناء المعرفة بإبراز هوايات جديدة، والتعبير عن الآراء بكل حريّة، والتنافس بين صانعي المحتوى، والتعرّف على العادات والتقاليد. ودلّل المحاضر على ذلك بموقع تويتر الذي بدأ في 15 يوليو 2006 وبلغ متسخدموه حاليا أكثر من نصف مليار مشترك، وأشار إلى خبرٍ عن مدرسة فرنسية خاصة تستخدم تويتر في تعليم الأطفال، حين قامت المعلمة سيلين لامار مدرّسة أطفال في السابعة من عمرهم بتضمين حصصها جلسات خاصة برسائل تويتر القصيرة ذات المائة وأربعين حرفاً والتي تأتي مقرونة بالصور وتسجيلات الفيديو، وتدير المعلّمة في كل صباح اللوح التفاعلي وهو شاشة كومبيوتر عملاقة مربوطة بشبكة الانترنت فتعرض رسائل الصفوف الأخرى في فرنسا وبلجيكا وكندا، ويكون التلاميذ مستعدون لقراءة الرسائل بصوت عال. كما يقوم الأطفال بكتابة رسائلهم القصيرة على دفاترٍ ولا ترسل إلكترونيا إلا بعد تصحيحها إملائيا، وتشير المعلّمة إلى أن تويتر يعطي معنى للتعليم التقليدي، بما أن التلامذة يكتبون وهم يفكّرون بالذين سيقرؤون رسائلهم، وحتى الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية كبيرة يسمح لهم بإطلاق كتاباتهم في تويتر. وذكر عمّار محمد أن هناك عدّة عوامل تجعل الشخص مؤثرا ومثقّفا عبر الإعلام الاجتماعي، منها أولاً: القراءة والمتابعة والاستماع، ثم الاهتمام بالكتابة الجيدة عن السيرة الذاتية أو المشروع والتخصص والهواية، وثالثا: التفاعل مع محيط الشخص، ومتابعة الخبراء وتطوير النفس، والكتابة عن ما يبحث عنه الآخرون، وتجديد وتنويع الأدوات ووسائل التواصل الاجتماعي، وضرب مثلا لهذه النقطة على تفوق الانستقرام مؤخرا على تويتر في معدل الاستخدام اليومي ومعدل الدقائق للمستخدم حسب إحصائية نشرتها كوم سكور، وأشار إلى أهمية أن يكون للمثقف رسالته الخاصة وأن يكون إنسانيا، مشددا على أهمية فتح آفاق
الفكر لجعل تنمية العقل مهمة ممكنة للتأثير والتغيير للأفضل. واستعرض في ختام حديثه مواقع ينصح بزيارتها لتنمية الثقافة منها:
goodreads.com، revish.com ، bookcrossing.com، socialtimes.com، shelfari.com، reader2.com، librarything.com، readingrockets.org.