تَزِيّنُ ليَ الدنيا على قَدْرِ قُبحِها
إذا قال محبوبيْ: تعالَ أمَا كفا
وَما في اكْتنازي الوصْلِ عِلَّةُ دَفْنِهِ
ولكنَّ في ذاكَ الحِفاظُ على الوفا
أيا غُرَّةَ الأفراحِ خِلُّكَ أوَّلٌ
على كُلِّ ما يبقى وَليْسَ بِذِيْ قَفا
فَإنْ صِرْتُ مَطْلوباً فَقَدْ كُنْتُ طالِباً
وَما زِلْتُ في طَوْرِ اطِّرادِكَ مُدْنَفا
على أنَّني إنْ ما حَيِيْتُ بِنَظْرَةٍ
سَعَيْتُ إلى قَتْلي بِذِكْرِكَ في الخَفا
لَحَى اللهُ بَيْناً إنْ تَقادَمَ عَهْدُهُ
مَضَى تارِكاً ضِعْفَ الَّذي فيكَ أسْلَفا
أنا إنْ خَشِيْتُ الدَّاءَ أبْغِيْ هَوَانَهُ
وَإلَّا على التَّطْبِيْبِ ما زِلْتُ أخْوَفا
فَيا لائمِيْ لَوْ مُرَّهُ ذُقْتَ مَرَّةً
تَحالَيْتَ طَعْمَ المُرِّ مِنْهُ تَزَلُّفا
فَفيْ رُوْحِهِ غُرُّ المَفاتِنِ في الهوى
وَإنَّ جَمِيْلَ الشَّكْلِ مِنْها لَمُقْتَفى
وَفي جِفْنِهِ كُحْلٌ بِغَيْرِ تَكَحُّلٍ
فَإنْ ضاقَتِ العَيْنانِ كانَ مُحَوِّفا
حَنانَيْكَ مِنْ حُوْرٍ تَحُسُّ بِزَوْغِهَا
شِغَافَ فُؤادٍ إنْ غَمَزْتَ تَشَغَّفَا
فَلِلهِ سَقْفٌ قَدْ أظَلَّكَ ساعَةً
ولِلَّهِ عَصْرٌ كُنْتَ فِيْهِ مُخَلَّفَا