مِنْهَا بَدَأْتُ حِكَايَةَ الأحْزَانِ
وَنَثَرْتُ فَوْقَ حُقُولِهَا أزْمَانِي
وَسَقَيْتُهَا مَافي..عُصَارَةَ خَافِقِي
وَلُبَابَ رُوْحِي..رَائِعَ الألْحَانِ
فَأنَا الّذِي رَوَّيْتُهَا مِنْ غَيْمَتِي
وَأنَا الّذِي أغْرَقْتُهَا بِحَنَانِي
وَأنَا الّذِي أدْخَلْتُهَا فِي جَنَّتِي
وَأنَا الّذِي أدْخَلتُهَا نِيرَانِي!
كَانَتْ هُنَا تَأْوِي..أضُمُّ خَيَالَهَا
وَتضُمُّ مِنْ فَرْطِ الهَوَى دِيوَانِي
أهْرَقْتُ دَمْعِي فِي ابْتِغَاءِ وِصَالِهَا
فَتَقَرَّحَتْ فِي عِشْقِهَا أجْفَانِي
أوَّاهُ!مَا أقْسَى الهَوَى وَأمَرَّهُ!
إنَّ الهَوَى جِسْرٌ إِلَى الأحْزَانِ
يَا ضَيْعَةَ العُمْرِ الّذِي أعْطَيْتُهُ!
يَا ضَيْعَةَ الشِّعْرِ الّذِي أشْقَانِي!
أبْكِي عَلَى عُمْرٍ مَضَتْ أيَّامُهُ!
أبْكِي عَلَى جَسَدِي وَقَلْبِي الجَانِي!
أبْكِي عَلَيْهِ لا عَلَيْهَا.. إنِّهَا
..مُنْذُ اكْتَوَيْتُ..ضَجِيعَةُ الأكَفَانِ
جُرْحِي أبَى أنْ يَسْتَرِيحَ..فَمَنْ لَهُ؟
غَوْثَاهُ رَبِّي!..مَنْ لَهُ؟..أضْنَانِي
قَدْ بِتُّ وَالأشْوَاقُ تَغْلِي فِي دَمِي
لِحَبِيبَةٍ تَهْوَى رَحِيقَ بَيَانِي
قَلْبِي تَمَزَّقَ!..أيْنَ صَدْرُ حَبِيبَتِي؟
لِتَلُمَّ شَعْثَ مُشَرَّدٍ ظَمْآنِ
عَاشَ السِّنِينَ المَاضِيَاتِ مُعَذَّبًا
يُسْقَى بِحُزْنٍ مِنْ حَمِيمٍ آنِ!
يَا أيُّهَا الحُزْنُ الطَّوِيلُ ألا ارْتَحِلْ
فحَبِيبَتي سَتَجِيءُ مِنْ حِرْمَانِي
bakr-hhh@hotmail.com