الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:
منذ أن وُلدت النواة الأولى لإنشاء الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1393 هـ من رحم الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية آن ذاك.. وجمعية الثقافة والفنون - وفق المصطلح الدارج لدى الناس - لم تقدم عملاً حقيقياً يتوقف أمامه المتابع أو المراقب للفعل الثقافي والفني.. ناهيك عن أن تكون صنعت فرقاً يؤسس ويمثل لأنموذج زاهٍ من نماذج وأنماط مؤسسات المجتمع المدني الحضاري.. الذي ينهض بغايات وحاجات الفئات والتكوينات وفق مشترك التقائي واحد.. علماً أن لجمعية الثقافة والفنون الأسبقية مع جمعيات وطنية قليلة أخرى نحو تحقيق القيمة الحضارية العالية المتمثلة في إيجاد مجتمع مدني حضاري راقٍ عبر..
ولعل أهداف الجمعية التي يفترض أن تكون قد تحققت.. خصوصاً ونحن نحتفل معا ببلوغ الأربعين عاماً/ موتاً.. عبر ستة عشر فرعاً في مختلف مدن المملكة تبلور مدى أهميتها وعمق مكانتها في إطار حقلي الثقافة والفن بمختلف تفريعاتهما.. حيث تتلخص أهدافها في الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون بالمملكة.. ورعاية الأدباء والفنانين السعوديين والعمل على رفع مستواهم الثقافي, والفني, والاجتماعي.. وتبني المواهب الشابة وإتاحة الفرص أمامها لإبراز تفوقها ونبوغها في ظل الإشراف والتوجيه لتصبح حصيلتها داخل إطار ملتزم بالقيم والأصالة.. وتمثيل المملكة في كل ما من شأنه الارتقاء بالثقافة والفنون على المستويين العربي والعالمي..
اليوم وهذه الجمعية الطليعية - جمعية الثقافة والفنون - تستقبل مجلس إدارتها الجديد برئاسة الإعلامي البارز الأستاذ سلطان البازعي بالتزامن مع بلوغها «الأربعين» من عمرها.. تقدم «صحيفة الجزيرة» عبر المجلة «الثقافية» هذا الملف الذي يضم استطلاعاً منوعاً لمجموعة من المعنيين بالشأنين الثقافي والفني بمختلف تفريعاتهما.. إلى جانب حوار مع رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ سلطان البازعي.. متمنين أن يمثل هذا الملف نافذة خلاّقة تسهم في تشكيل الأداء المنتظر من جمعية الثقافة والفنون..
(هذا الملف يتناغم وتأثيرات التدوين السريع/القصير.. الذي لا يحفل بالمطولات والسرديات بقدر ما ينحو باتجاه التفقيط والاختزال والمباشرة)
****
(الجمعية والمسرح.. لعبة الشللية سيدة الموقف)
يورد الأستاذ نايف البقمي - ناقد مسرحي - عدداً من المحاور العامة التي تشمل الإطار
العام لما ينبغي من الجمعية بالإضافة إلى ما يتعلق بالحقل المسرحي.. وفق الآتي:
- القضاء على الشللية في الجمعيات وانفتاحها للجميع لممارسة هواياتهم وإبداعاتهم.
- العمل على وضع لائحة لتحويل عملية التعيين إلى انتخاب في كل المناصب الإدارية في
الجمعيات.
- تكثيف الدورات الفنية المهمة لإنتاج الطاقات البشرية على أن لا تقل مدة كل دورة
عن ثلاثة أشهر فقد ثبت عدم فائدة الدورات القصيرة.
- النظر في أهم الأمور المتعلقة بالبنية التحتية للفروع والعمل على بناء أراضي
الجمعية المملوكة لكل فرع.
- تكثيف المهرجانات المسرحية وإيجاد مهرجان سنوي يجمع فيه كل الأعمال المسرحية التي
تنتجها الفروع.
- تكثيف البرامج الثقافية الفنية التي تساهم في زيادة النمو المعرفي الفني.
- زيادة مكافئات العاملين في الفروع فلا يعقل أن يتقاضى رئيس فرع الجمعية مبلغ 2000
ريال وهو يقوم بأدوار مهمة وأعباء كثيرة وهذا يعتبر أحد أهم الأسباب التي تبعد
الكثير عن استلام أي مهام إدارية في الجمعية.
- إيجاد مجالس استشارية لكل فرع.
- عمل توأمة مع المؤسسات الثقافية لتنفيذ أنشطة وبرامج قافية وفنية.
- زيادة المخصصات المالية للفروع والنظر في الفروع غير المنتجة.
أما الأستاذ عباس الحايك - كاتب مسرحي - فيجمل عدداً من المقترحات التي يرى ضرورة
أن يتبناها مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون لتطوير المسرح السعودي في الآتي:
- تطويق الخلافات الدائرة بين بعض المسرحيين وبعض فروع الجمعية، والتي أثرت سلبا
على المسرح في المملكة، وأبعدت أسماء مسرحية عن المشاركة في نشاطات الجمعية
المسرحية، عبر تنظيم جلسات للوقوف عند أسباب الخلافات ووضع الحلول لإعادة الثقة بين
المسرحيين والجمعية.
- محاولة إقناع وزارة الإعلام لتسلم ملف مهرجان المسرح السعودية، الذي أوقفته
بيروقراطية الوزارة أو غيرها من أسباب، لأن الجمعية -بوجهة نظري- هي التي تملك
القدرة الأكبر على تنظيم المهرجان، لخبرتها الطويلة في مجال الإدارة المسرحية،
فتوقف المهرجان بعد عودته لمرة واحدة أشعر المسرحيين بالإحباط وبعدم جدية الوزارة
لتنظيمه مرة أخرى. وأقترح أن يكون تنظيم المهرجان بالتدوير على مناطق المملكة حسب
إمكانات كل منطقة لتنظيم مهرجان مسرحي بالشكل المشرف من إمكانات مادية وبشرية.
- محاولة إقناع وزارة ا لثقافة والإعلام لتسلم ملف المشاركات المسرحية الخارجية،
التي شكلت نقطة خلاف واختلاف بين المسرحيين أنفسهم وبينهم وبين الوزارة، بحيث تشكل
الجمعية لجنة تتكون من مسرحيين من مختلف مناطق المملكة ومن مختلف التوجهات المسرحية
ووضع معايير تحكيم مدروسة للخروج بقرار مقنع لجميع المسرحيين يمنع وقوع الخلاف
وتبادل الاتهامات الذي يصل لصفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يثير على
الشفقة من وضع المسرحيين السعوديين. ويفضل أن يكون الاختيار من العروض المشاركة في
المهرجان السعودي متى ما أقيم أو المهرجانات المحلية الأخرى كمهرجان الدمام،
والأحساء، والطائف.. وغيرها.
- تنظيم ملتقى سنوي لمناقشة الشأن المسرحي بمشاركة مسرحيين سعوديين وغير سعوديين
على اطلاع على التجارب المسرحية السعودية، مع التعهد من قبل الجمعية للأخذ بمقترحات
وتوصيات الملتقى بالتنسيق مع الجهات المعنية، وطباعة كتاب سنوي يتضمن الأوراق
العلمية المقدمة والتوصيات ويتم توزيعه بشكل يصل إلى المسرحيين العرب للتواصل عبره
مع المسرح السعودي.
- إقامة مسابقة سنوية للنص المسرحي، وتخصيص جوائز للفائزين ويحكمها مسرحيون عرب
يمتلكون القدرة على نقد وقراءة النص المسرحي، مع تعهد الجمعية لطباعة كتاب يتضمن
النصوص الفائزة وقراءة نقدية للنصوص يقدمها ناقد من النقاد العرب المعتبرين.على أن
تتأكد الجمعية من عملية توزيع الكتاب ليطلع المسرحيين العرب على تجربة النص المسرحي
من خلال الكتاب.
- أقترح أن ترشح الجمعية بعض المسرحيين وتفرغهم لحضور دورات وورش مسرحية متقدمة في
بلدان عربية وغربية لتطوير إمكانات المسرحي السعودي في مجالات مسرحية مختلفة، من
إخراج وتمثيل وسينوغرافيا وتأليف.على أن تتكفل الجمعية بمصروفات هذه الدورات. على
أن يكون الترشيح وفق معايير مدروسة ودون عشوائية الاختيارات والمحسوبيات التي كانت
معيار الترشيح.
- تحفيز الملكة النقدية والعلمية، للمنشغلين بالنقد المسرحي من خلال تشجيعهم على
الكتابة والتكفل بطباعة نتاجاتهم النقدية وتحفيز مشاركاتهم في الملتقيات
والمهرجانات التي تعنى بالنقد، لتأسيس قاعدة نقدية تتوازى مع القاعدة المسرحية،
فالمسرح لا يمكنه أن يتطور بدون نقد موازٍ.
- دراسة موضوع المدربين المسرحيين المتفرغين في الفروع من الناحية المادية، برفع
رواتبهم لتوفير إمكانية استقدام مدربين محترفين عربا يعملون في الفروع لتدريب
المسرحيين السعوديين المستجدين وذوي الخبرة بدل تحويلهم إلى موظفين إداريين كما هو
المعمول حالياً.
- استقدام عروض مسرحية منتقاة من بلدان عربية أو أجنبية بما يتناسب وعادات وتقاليد
المملكة، وعرضها في مختلف مناطق المملكة لتعريف وتقريب المسرحيين السعوديين الذين
لا يحالفهم الحظ لحضور مهرجانات مسرحية من التجارب المسرحية العربية والعالمية، ما
يسهم في تطوير حساسيتهم الفنية تجاه العروض المسرحية ويطور من التجربة المسرحية
السعودية.
- تحفيز فروع الجمعية للتفاعل مع المناسبات الاجتماعية خاصة الأعياد وإجازات الربيع
والصيف وتقديم عروض مسرحية نوعية قريبة من الجمهور في فعاليات أمانة الرياض مثلا،
أو مهرجانات صيف ارامكو أو المهرجانات المتنوعة في كل مناطق المملكة بدل أن يتاح كل
المجال للفرق المسرحية الخاصة التي تقدم السطحي من المسرحيات والتي لا يمكن أن تطور
ذائقة الجمهور، وبهدف فتح قناة تواصل بين الجمعية والجمهور العادي، ليعرف الطريق
إلى مقار الجمعيات التي يمكن أن تقدم لاحقا مسرحيات طوال السنة تحظى بقبول الجمهور.
****
(الجمعية وفروعها التي أنجبتها وتركتها للقدر)
هموم فروع جمعية الثقافة والفنون تحتاج إلى ملف مستقل.. ومع هذا نورد هنا عدداً من
النماذج عبر مديري بعض فروعها.. فيرى الأستاذ فيصل الخديدي - مدير فرع جمعية
الثقافة والفنون بالطائف - أن الأمل معقود على مجلس الإدارة الجديد لتحقيق الرقي
والتطور والتحديث لجميع مجالات الفنون والثقافة قائلاً: سقف الطموح مرتفع والتطلعات
كثيرة لنصل لمرحلة الرضا عما تقدمه الجمعية، فالبنية الأساسية للجمعيات شبه معدومة
فالمباني مستأجرة والصالات والمسارح شبه مفقودة أو بتجهيزات بدائية والعاملين
بالجمعيات متعاونين غير متفرغين وميزانيات الأنشطة لازالت تعاني من الشح، في
المقابل الدور التي تقدمه فروع الجمعية كبير في رعاية المواهب والرعاية للمناشط
الفنية والثقافية رغم كل العقبات، كما نعلق الأمل برئيس مجلس الإدارة والأعضاء في
تحقيق كثير من التطلعات والرؤى التي ينشدها مديري الفروع من خلال معاصرتهم لواقع
الفنون والثقافة والعقبات التي يعايشونها لنصل بجهد وفكر الجميع بدون مركزية أو
غياب عن واقع الساحة الفنية والثقافية لما نصبو إليه جميعاً.
أما الأستاذ الشاعر علي البيضاني - مدير فرع الجمعية بالباحة - فيورد رؤية عميقة في
إطار حاجات الفروع وتطلعاتها قائلاً: الجمعية في السنوات الأخيرة حققت قفزات
متقدمة، ولكن هذا لا يعني الوصول لمستوى الطموح ففي ظل انغلاق الأندية الأدبية على
أنشطتها داخل القاعات المغلقة وموت فكرة المراكز الثقافية التي ماتت قبل ولادتها
يظل الأمل معقود في جمعيات الثقافة والفنون ولن يتحقق ذلك إلا بالآتي:
- تطوير آلية عمل الفروع فيما يخص طريقة الصرف على الأنشطة بما يحفظ المال العام
ويسهل وصول المخصصات في وقتها، هذا جيد ورفع مخصصات الأنشطة لتستطيع الفروع عمل
أنشطة نوعية فالمتلقي لم يعد يطمع للأنشطة التقليدية والمتدرب في الدورات يحتاج
مدرب صاحب خبرة يستطيع إيصال رسالة، واضحة وتحقيق هدف، وهذا النوع من المدربين
يحتاج له مكافأة ربما اكبر من كامل مخصص بعض الأنشطة.
- كلنا نعرف أن المقرات المستأجرة لا تحقق الغرض وتم الاستفادة منها لظروف عدم وجود
مباني ولكن طالت المدة. وحتى مع دعم المكرمة الملكية من خادم الحرمين يحفظه الله
للأندية الأدبية دون فروع الجمعية لم تحرك الوزارة ساكن في عمل تصاميم يستفاد منها
لخدمة المثقف والفنان في أي منطقة وليس لخدمة أشخاص محددين.
- سلم توزيع المكافآت يحتاج إلى جدولة من جديد، ولا أعلم كيف تم قياسه حتى وإن قلنا
إن جميع من يعمل في الجمعية متعاون فلن تجد الشخص الذي يحقق طموحك بمقابل زهيد.
- في ظل تركيز مطبوعات الأندية الأدبية على الرواية والقصة، أصبح هناك تخمة في
المكتبة العربية في هذا الجانب وفقر واضح في مجالات الفنون التشكيلية والتصوير
الضوئي والمسرح والفنون الشعبية وهذا يحتاج تبني طباعة إصدارات خاصة للجمعية ,
- مثل ما تقيم الجمعية دورات للمتلقي والفنان فأن المتعاونين بالعمل في الجمعية
يحتاجون دورات أيضا في فنون عمل المهرجانات وإقامة الأنشطة، ويجب أن تكون نوعية
لتحقق الغرض.
- لا يوجد آلية لتصنيف الفروع ولا يوجد حوافز للمبدعين.
****
(الجمعية والموسيقى.. رحلة البحث عن الشرعية)
المحور الموسيقي ورد في معظم مشاركات الأساتذة في هذا العمل بل إنه من أبرز المحاور
التي تستأثر بالحديث كلما مرّ الحديث بالجمعية وشؤونها وشجونها.. وهو ما يؤكد حتمية
الاعتناء بهذا الحقل اليتيم وبصورة مكثفة وعالية..
وفي هذا السياق يورد الفنان خليل المويل - متخصص موسيقي - الاحتياجات التي يجب
توفرها لبناء مجتمع مثقف في مجال الموسيقى تتمثل في:
- تكثيف طرق تثقيف الناس عن ماهية الموسيقى وفلسفتها وتبيان الجانب الجمالي منها
كعمل محاضرات وندوات.
- عمل دورات عن الموسيقى وتعليم العزف وقراءة النوتة وذلك باستضافة أساتذة متخصصين
أما بفتح معهد متخصص أو من خلال الجمعية.
- عمل مجلس ثقافي للتدرب على كيفية الاستماع للموسيقى ومحاولة فهم فلسفة بعض
المؤلفات الموسيقية العالمية وذلك بان يجتمع 5 إلى 10 أشخاص في مكان ومعهم موسيقي
أو أكثر ويستمعون للمقطع الموسيقي وبعدها يشرح كل واحد ما فهمه من هذه المقطوعة.
- مشاركة الموسيقيين السعوديين في المهرجانات الدولية مثل المهرجان الدولي للعود
وغيره من المهرجانات الموسيقية وليس الغنائية.
- تبني بعض الشباب لدراسة الموسيقى بشكل أكاديمي وإرسالهم لمعاهد عربية أو عالمية.
- عمل ورش عمل لمعرفة علاقة الموسيقى بالفنون الأخرى كالمسرح ومعرفة ماهية الموسيقى
التعبيرية الدرامية وكذلك علاقة الموسيقى بفن الرسم والعمارة وغيرها.
أما الفنان حسن خيرات - مطرب وملحن - فجاءت مشاركته حالمة ك-( نغم ) ينساب إلى ضمئٍ
يعصر سراب الأمل حين جفت الحلوق والذوائق وربما الدماء !!... يقول خيرات: (أهلا بك
مثقف وأهلا بك مشاعر وأهلا بك أحاسيس وأهلا بك موسيقي وأهلا بك مسرح.. الأستاذ
القدير سلطان البازعي هذه ترحيبه ممن غيبوا عن المسرح العازف والإيقاع والعود
والكمان والناي والتشلوى و المطرب المئود..!
الأمل ضل واقفا منذ أن كشرت عن أنيابها الجمعيات في وجه فنان الإيقاع والعازف
والأنغام وبفضل هذه التكشيرة تنامت أعدادهم لحد قد يجعل الجمعية تستمر في تكشيراتها..
لكون الجمعية لم تعد تمتلك إيقاعا ولا تمتلك آلة عود ولا أي آلة.. فمنذ نشأتها لا
تمتلك ضمن أقسامها استديو.. لقد طمس الطريق على الموسيقيين.!.... في البازعي
للموسيقي أمل لاكتمال المسرح..!).
****
(الجمعية والطيف الثقافي العام.. حرب باردة للغاية)
لم يتردد الروائي الأستاذ أحمد الشدوي في تشخيص حال جمعية الثقافة والفنون مؤكداً
أنها تعيش حالة تشبه الغيبوبة.. وأن أمام مجلس إدارتها الجديد عمل مضن لكي تقدم
فعلاً حقيقياً وجاداً.. فيقول:
إذا كنا نتفق مع الدكتور الغذامي في أن الوعي النهضوي هو بشكل ما، وعيٌ حالم.. فإن
الذين عاصروا إنشاء جمعية الثقافة والفنون كانوا يحلمون بأن تتشكل هذه الجمعية على
نحو ما, موضوعاً ومكاناً يحتوي المثقفين والفنانين في المملكة, بما يفتح المجال
أمامهم للإبداع والتفاعل المثمر. ولا يمكنني الإنكار للجهود التي بذلتها الجمعية
طوال العقود الماضية وخاصة العقود الأولى.
لكن هذه الجهود كانت دون المأمول منها ولاشك. ثم إنه طيلة عملها تأثرت بنوعية
الإدارة التي تقودها, فإن كانت الإدارة تهتم بالثقافة والأدب, صبغت برامجها على هذا
النحو, وإن كانت تهتم بغيرها من الفنون صبغت جهودها بما تهتم به الإدارة.
ويمضي الشدوي قائلاً: أظن أن الوقت حان لعمل مؤسساتي في إدارة الجمعية, يعتمد
أساساً على أهداف واضحة يمكن تحقيقها, وعلى خطط تتسمم بالشفافية, وعلى علاقات
إعلامية تبرز الجهود وتوضح السلبيات..
وأضاف: الجمعية تشترك مع الأندية الثقافية لناحية إعراض الناس وعدم تفاعلهم مع
أنشتطها, وعلى نحو ما فإن الإدارات الثقافية في كلا المؤسستين يشكون من ذلك. غير
أنهم لم يصلوا القناعة بأن التقصير منهما وليس من المجتمع. عادة ما يخرجون بعضاً من
برامجهم إلى الناس على استحياء. ثم إننا جميعاً( أظن ذلك ) نطالبهم بنقل الكثير من
فعالياتهم إلى مقار الجهود المستهدف, فسيحقق ذلك لهم هدفين الأول هدف الانتشار
والتعرف والثاني هو في استقطاب الكفاءات المنسية وإظهارها وصقلها. وإن كنت أحد
المهتمين بالثقافة, فإنني لا أعرف الكثير عما تقوم به الجمعية في مدينة جدة مثلاً.
وعدد مرات زياراتي لها لم تتجاوز العشر زيارات, طوال السنين الماضية.
أظن أننا نرقب نتائج اختيار إدارات الأندية الأدبية بطريقة الانتخاب, فإن نجحت هذه
الطريقة فلم لا نطبقها في جمعية الثقافة والفنون؟.
وعن واقع الجمعية يشخص الشدوي حال الجمعية قائلاً: أرى أن جمعية الثقافة والفنون في
حالة تشبه الغيبوبة,علها تستفيق منها لتؤدي مهامها, ولهذا فإن الإدارة الجديدة إن
قررت العمل, فأمامها جهد مضن للقيام بذلك, وعليها تهيئة الأدوات التي تملكها للقيام
به, فقد اقتصر عملها طوال سنوات مضت على عدد قليل من المسرحيات وبعض الناشطين في
مجال الفن التشكيلي, وهي أعمال قليلة، رغم أن المملكة تذخر بالكثير من الفنانين في
جميع المجالات.
أما الأستاذ خالد الباتلي - كاتب صحفي بجريدة الحياة - فيقول: نتساءل كمحبين
للجمعية أولا و للأستاذ سلطان البازعي ثانيا ماذا يلزمه ويلزم الجمعية في المرحلة
القادمة.. وتكون الإجابة في نقاط أرى أنها مسودة لبداية مميزة للعهد الجديد..
- الإيمان بأن الثقافة لا تجد حاضنات مؤسساتية عندنا ولا مرجعية سهلة لها..!
- فتح المجال للمثقفين بكل توجهاتهم للمشاركة في الفعاليات ومنح الجيل الجديد فرصا
لتبني مواهبه وتطويرها وإيصالها للمحافل الدولية.
- ضرورة التكيف مع التنوع الثقافي والقيمي من منطقة لمنطقة والسماح باستقلالية تامة
في ذلك وعدم وجود نظام واحد..
- الحوار مع أهل العلم في توسيع دائرة الحلال والحرام في المنتج الثقافي والبعد عن
المهاترات التي تصافحنا مع كل فعالية ثقافية..
- التعاون مع وزارة التربية في عودة الحياة للمسرح المدرسي والفنون المدرسية..
- إقامة مؤتمر كبير كل عام يحتضن فعاليات ثقافية مختلفة تسمح بحضور أسماء فاعلة في
الوسط الثقافي محليا ودوليا..
- الاهتمام بالمشهد الثقافي في الأحياء من خلال المراكز الاجتماعية والمدارس
بالإضافة للمحافظات الصغيرة..
- الاستفادة من تجارب بعض الدول المجاورة في التنمية للحركة الثقافية..
وفي ختام حديثه قال الأستاذ الباتلي: نؤمن أن الأستاذ البازعي لا يملك عصا موسى
لكنه يملك فكرا وإرادة وتلك هي أجمل عصا نغير به وجه الثقافة عندنا.. ومن هذا
المنبر أدعو الأستاذ سلطان لإقامة ملتقي مغلق يضم 50 شخصية مميزة تحت عنوان «
تعالوا إلى ثقافة سواء بيننا وبينكم..» يخلصون فيه لخطة إنقاذ للمشهد الثقافي
السعودي المختطف..
****
(الجمعية والقطيعة مع الإعلام.. النتيجة موت 40 عاماً)
ربما تكون هذه النافذة نافلة في سجادة القدير سلطان البازعي.. لكنها عبر أفكار
الزملاء الأصدقاء: عبدالله آل هيضة وعبدالله وافيه وعضوان الأحمري.. ستتحول إلى
باقة ورد وبارقة ود غايتها التقديم والتعريف والإبراز.. بوصف النشاط حقاً جماهيرياً
ووطنياً عاماً يجب ألا يغيب أو يُغيب..
فيأمل الزميل عبدالله آل هيضة من الإدارة الجديدة للجمعية، تحقيق أمرين.. أولها أن
تُخرج الجمعية كل الملفات والأقسام المخفية خلف ستارها وتُظهرها على المسرح الفني
الثقافي الذي تُشرف عليه الجمعية، مثل أقسام الموسيقى والفنون المسرحية، والإعلام
والنشر،
ويضيف آل هيضة: آمل والأمل هو سلاحنا اليوم، أن يكون في لجنة الإعلام والنشر بعضا
مما يدور في خلجات النفس وتتحدث به الألسن، أعلم تماما أن عمل هذه اللجنة لن يخرج
عن استعادة تنظيمات وقيود الإعلام الرسمي السعودي، ولائحة نظام المطبوعات وغيرها؛
لكن أن تكون الجمعية هي اللوحة الإرشادية الأم في تبيين الصحفي أو الصحفية في خريطة
الواقع، بعيدا عن الخطوط العامة النرجسية التي تحكيها قاعات الجامعات أو نطاقات
هيئة الصحفيين السعوديين.
متمنياً أن تزرع اللجنة «بذور» إعلام يقربنا للواقع أكثر، وينير الطريق حول دور
الإعلامي والإعلامية، في رصد الحياة عبر أنامل المجتمع، وبمهنية لا تعرف للإملاءات
الكثير، ولعل أبطال ومستخدمي الإعلام الجديد خير من يحدد ذلك.
ويرجو آل هيضة ألا تكون اللجنة متحدثا رسميا للجمعية، بل أكثر زهوا كما هي ألوانها
في شعارها الجديد، وأن ننسى الهوية القديمة المولودة كبيرة في السن وقليلة في
العطاء.
من جانبه يذكر الزميل عبدالله وافية - محرر بجريدة الحياة - أن الأعلام بكافة
وسائله المقروءة والمرئية هو الضوء لأي مؤسسة تريد أن تبرز أنشطتها وتبدد الظلام عن
أعمالها, لذلك على جمعية الثقافة والفنون أن تفعل تواصلها واتصالها بالإعلام، لا أن
تكتفي بالطرق التقليدية في التواصل، وانتظار الإعلاميين أن يتفرغوا لمتابعتهم ورصد
أنشطتهم. فالزمن أصبح زمن اتصال وتواصل وليس عيباً أن تقدم أعمالك وتسعى لإبراز
نشاطك ليعرف الجمهور أنك تعمل وتنتج.
ويواصل الزميل وافية: جمعية الثقافة والفنون تتفرع منها جمعيات عدة وأنشطة مختلفة
ومتنوعة لذلك عليهم أن يتخذوا خطوات جادة وفاعلة في رصد وتوثيق وتسويق نشاطهم ومنها
على سبيل المثال لا الحصر:
- أن يكون لكل فرع منسق إعلامي مهمته توثيق أنشطة الفرع الذي يتمني إليه ورصدها
وإرسالها للفرع الرئيسي ليتولي مهمة نشرها في الوسائل الإعلامية المختلفة.
- إنشاء قناة خاصة بالجمعية على موقع اليوتوب تعرض فيها أنشطتها من مسرحيات ومعارض
فنية.
- تفعيل تواجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي كتوتير والفيس بوك.
- عقد شركات مع رعاة لتسويق أعمالهم المسرحية والفنية.
- الوصول للجمهور بكافة شرائحه وذلك بعرض أعمالهم من مسرحيات ومعارض تشكيلية في
المراكز التجارية والمؤسسات التعليمية.
- التواصل مع الإعلاميين وتوجيه الدعوات لهم لحضور مناشطهم وتوسيع قنوات النشر سواء
في الصحف الورقية أو الإلكترونية.
- تحديث موقع الجمعية على الإنترنت وأن يكون مرجعاً لكل راغب في البحث والتقصي عن
أنشطة الجمعية.
- التجواب السريع والشفاف مع أي قضية يثيرها الأعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي
والرد عليها في وقتها وعدم إهمالها.
أما الزميل عضوان الأحمري فيرى ضرورة الاهتمام بصناعة السينما والموسيقيين, والذين
يرون أنفسهم مهمشين ويطلقون مواهبهم على اليوتيوب.. مؤملاً أن يصنع الأستاذ البازعي
ومجلس الإدارة الجديد نقطة تحول فيما يخص هذه المواهب والفنون.. في إشارة إلى
الحضور الشبابي على الإنترنت بمختلف المواهب من حيث اعتبار هذه الممارسات والأنشطة
شكلاً إعلامياً جديداً ومتجدداً ومن الأجدى أن تلتفت الجمعية إليه بعناية فائقة..
****
(الجمعية والفنون البصرية.. ملف الفن الذي لم يدعمه أحد)
يرى الأستاذ خيرالله زربان - المشرف على صفحات الفنون التشكيلية بجريدة المدينة -
أن الجمعية منذ تأسيسها في 1393ه- وهي تقوم بدور كبير في دعم الثقافة
والفنون..مشيراً إلى الدور الكبير الذي قدمه الدكتور محمد الرصيص في تطوير الجمعية
لعدة سنوات والآن وبعد أن تم تكليف الدكتور سلطان البازعي رئيسا لمجلس إدارة
الجمعية فإن ذلك يعد خطوة موفقة وذلك لما عرف عن الدكتور البازعي من تفان وإخلاص
وإبداع في مجال عمله..
ويورد الأستاذ زربان جملة من الغايات المتصلة بجوانب الفنون البصرية من تشكيل وخط
وتصوير ونحت..متمنياً على المجلس الجديد تحقيق ولو جزء منها.. وهي:
- إقامة الدورات القصيرة والطويلة في كافة الاتجاهات الفنية.
- إقامة المعارض الجماعية والفردية للفنانين السعوديين.
- إقامة معارض فنية لأبرز الفنانين السعوديين بالخارج استضافت فنانين تشكيليين عرب
وأجانب وعرض لوحاتهم في مدن المملكة المختلفة.
- إقامة مسابقة سنوية في كافة المجالات الفنية لكبار الفنانين وكذلك للمواهب
الشابة.
- عمل دورات فنية للفنانين والفنانات في كافة المجالات الفنية.
- تنظيم بينالي عالمي يقام بشكل سنوي في الرياض أو جدة.
- الاهتمام بالفنون الرقمية وإقامة معارض متخصصة في هذا الاتجاه.
- الاهتمام بالنحت وإقامة مسابقة ومعرض سنوي في كل فرع من فروع الجمعية.
- إيجاد صالة عرض فنية لكل فرع من فروع الجمعية.
- إيجاد مسرح لكل فرع من فروع الجمعية من أجل استضافة الندوات والمحاضرات في مجالات
الفنون وغيرها.
- إنشاء متحف في الفروع الكبرى للجمعية لعرض الإعمال الفنية.
- إنشاء مكتبة فنية.
- المساهمة في طباعة الكتب الفنية وتشجيع الكتاب والنقاد على التأليف.
- الاهتمام برسوم الأطفال وإقامة معرض سنوي في كافة فروع الجمعية.
- الاهتمام بالفئات الخاصة وعمل دورات فنيه لهم في مجال التصوير والتشكيل والخط مع
إقامة معرض سنوي في كل فروع الجمعية.
أما الأستاذ عبدالله الشمري - رئيس تحرير مجلة أيادي - فيأمل أن يكون الأستاذ
البازعي والمجلس الجديد أحد أطواق النجاة.. في إشارة إلى الحالة السالبة التي تلف
الجمعية.. مضيفاً: يبدو لي أن الجانب التشكيلي هو أحد أعمدة الارتكاز في الأزمة
الثقافية التي نعيشها بمسببات ليس من الصعب تجاوزها رغم كثرتها إلا أن من أبرزها:
* الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون بالمملكة هو أول الأهداف الرئيسية للجمعية بينما
كان الارتقاء ذاتي للتشكيليين فلم نلمس للجمعية الدور الذي نتطلع إليه، آملين تفعيل
دور فروع الجمعية بعمل ملموس تكون فيه هي الباحث عن مواطن الجمال.
* الصحافة التشكيلية التي تتواجد على استحياء في صحفنا اليومية عبارة عن أعمدة
لوجهات نظر وبعض التغطيات المقتضبة، فأين دور الإعلام الداعم الأول للفنون ؟! فلابد
من السعي للعمل المشترك مع المؤسسات الإعلامية لتخصيص صفحات ومختصون في هذا المجال،
وإعادة تشكيل لجنة الإعلام والنشر في الجمعية التي ألغيت في عام 1427هـ !! بعد
تشكيل مجلس إدارة الجمعية الثالث.
* لا يوجد أجندة واضحة لتبني المواهب الشابة والاكتفاء بالعمل المؤسساتي الذي لا
يشكل تغطية 50% من واقعنا الجميل، فلابد من وجود مشاريع عملاقة توازي تطلعات الصغير
قبل الكبير وتسعى لاكتشاف المواهب التي عادة ما تكون خجولة للظهور وكسر الحواجز.
* تمثيل المملكة خارجياً يقتصر على أسماء معينة مما سبب عزوف الكثير من الأسماء
الفنية وخروجنا للعالم بتجارب قليلة لا تعكس ما وصل إليه الفن في المملكة وأيضاً
تسببت في عدم وجود الأجيال المتتابعة للفن التشكيلي، وأرى الحل باستصدار أنظمة
تصنيف للفنانين على ثلاث مراحل فنية تهيئ الجميع للمشاركة الخارجية مما سيثري
الساحة التشكيلية داخلياً وخارجياً.
ويختتم الشمري مطالبه بالتأكيد على خطة طريق للمشهد التشكيلي فجميع المقومات
المادية والبشرية موجودة وبقي توحيد الصفوف ورأب الصدع والمتصدعون.
من جانبها تورد الأستاذة لمياء الرميح - مصورة فوتوغرافية - بصورة مباشرة مطالبها
فيما يتصل بالحقل الفوتوغرافي.. عبر طرح متقد ومتجاوز يتسم بإيقاع شبابي حر
ومنطلق.. مطالبة بما يلي:
- إعادة دراسة أنظمة جمعية الثقافة والفنون لتكون أكثر مرونة وتوافقية مع العصر.
- السعي لرفع مستوى مقرات مراكز وفروع الجمعية الثقافية والفنون، إذ لا يعقل أن
يكون مقر لجنة التصوير الضوئي في العاصمة الرياض عبارة عن خيمة.
- الزيادة في فتح مراكز لجمعية الثقافة والفنون في جميع مدن السعودية ولا يتم
التركيز فقط على المدن الرئيسية.
4- إيضاح طريقة تعين رؤساء لجان جمعية الثقافة والفنون في كيفية الترشيح وعلى أي
أساس يتم تسليمهم المسؤولية، فالغموض هنا سبب ضياع الحقوق للفنانين.
- إنشاء أكاديمية للفنون الجميلة تحت مظلة الجمعية، حيث إن طوال تلك السنوات لم
تسعَ جمعية الثقافة والفنون لإيجاد أرض خصبة نابضة بالفن تحتوي وتنمي المواهب.
- إثراء الساحة الضوئية في استقطاب مصورين من العالم ليتم تطوير الثقافة الفنية،
وليس كما هو حاصل الآن إثراء الساحة بالمحاضرات والدورات والورش بمواهب فوتوغرافية
سعودية هي تحتاج لصقل وتطوير.
- على الجمعية دور كبير يجب أن تقوم به في إبراز المصور والفن السعودي وما وصل إليه
من خلال معارض شخصية تقام له في الخارج، لأن ما يجري الآن في تمثيل المصورين
السعوديين في الخارج لا يليق، لا يمكن الاعتماد على أسماء معينة طوال العمر يجب فتح
الفرص، كما يجب أن تقدم معارض شخصية لا معارض جماعية متعدد الفكر لما يضعف القيمة
الفنية للمعرض.
- استضافة وإقامة معارض فوتوغرافية عالمية وعقد مسابقات فوتوغرافية على مستوى عالمي
لترفع من المستوى الفني في المملكة والتنافسية، أما ما يحصل الآن في دهاليز جمعية
الثقافة والفنون بلجانها عمل معارض تفتقد لأبجديات التخطيط والعرض والفكر ومسابقات
رديئة غير مدروسة ويشوبها الكثير من علامات التعجب والاستفهام.
- دعم المصور والمصورة بالأخص في احتضانهم واحترامهم وتقدير منجزاتهم والاعتراف بهم
وبأهميتهم ومكانتهم، إذ مازال المصور يعاني من الازدراء والتهميش واستغلاله بأبشع
الطرق وعدم التكريم والاحتفاء بهم.
- إنشاء مكتبة فنية تكون مرجع لبحث والدراسة والمعرفة الثقافية وإثرائها بالمنتج
الفني السعودي.
- نأمل وضع إستراتجية داعمة وحاضنة للفنانين وذلك عن طريق عقد تحالف مع القطاع
الحكومة والأهلية لتخصيص مساحة صغيرة من مباني تلك المؤسسات ليستغلها الفنانين في
مزاولة أنشطتهم وعقد اجتماعاتهم فيها حتى يفكر في الإبداع وليس كيف يوفر قيمة المال
للمكان المؤجر، والنموذج الفرنسي خير مثال.
- العمل على إقامة ملتقيات دورية تكون مساحة للالتقاء والارتقاء، إذ يعاني المصورين
من التشتت وعدم التواصل وهذا من مسؤولية جمعية الثقافة والفنون لتكون حلقة الوصل
بين الفنانين بمختلف أطيافهم.
- نريد صالات عرض فنية في كل مكان وفي كل مدينة ومحافظة، لا استطيع أن أتخيل بمكانة
السعودية وما تزخر به من فنانين لا توجد صالات عرض متخصصة مجهز تتيح للفنان إقامة
معارضه فيها وتكون مركز لتوافد وتواصل الفنانين والمهتمين.
- تفريغ رؤساء والعاملين في لجان الثقافة والفنون أو يكونوا متفرغين للعمل، إما ان
يستمر الوضع كما هو حاصل الآن متى ما فرغ الرئيس فكر في عمل أي شيء باسم أنه عمل
شيئا، هذا يأخذنا إلى ضعف فيما يتم تقديمه من خدمات وأعمال.، كما أن هذا العمل
يعطينا دلاله أن الفن مهمش وليس ذو أهمية يجب الاهتمام بها والرفع من كفاءة
العاملين فيها.
- جمعية الثقافة والفنون يجب أن تكون مرجعا رئيسيا للفنان وغير الفنان والبلد
والعالم، هذا هو الجوهر وطالما لم تصل إلية فهي تفتقر للكثير ويبدو لي ان وضع
الجمعية الحالي كيان فشل في المهمة.
أما الأستاذ أحمد الدهلاوي - مصور فوتوغرافية - فتساءل عن غياب أعضاء الجمعية
المبدعين في جميع المجالات من تصوير وتشكيل وتصميم ومسرح وغيرها بالنظر إلى شعار
الجمعية الجديد.. في إشارة واضحة إلى عدم الرضا للشعار الجديد الذي لا يحمل هوية
ولا يقدح فكرة ولا يومئ بمعنى..
مؤكداً أن التصوير الفوتوغرافي أحد أهم ملامح العصر الحديث، فقد أصبحت الصورة جزءا
مهما في حياة الناس، وأضحى التقاطها والتعامل معها متاحا لجميع أفراد المجتمع لما
مكنته التقنية الحديثة، وفي هذا يزداد حمل الجمعية السعودية للثقافة والفنون تجاه
هذا الفن، فليس دورها فقط تجاه الهواة أو المحترفين ولكن يتعدى ذلك إلى نشر هذه
الثقافة، وهذا يتطلب عملا مؤسسيا وليس مجرد آراء فردية، أو مشاريع وقتية، فمن
الأفضل وضع خطة لمدة زمنية، ومن ثم يتم تقييم هذا العمل باستمرار، وأظن أن هناك
الكثير من الأمور التي يجب أن تعكف عليها الجمعية ومنها تأسيس ملتقى فوتوغرافي كل
سنتين ويكون محدد بوقت معين ولا ترتبط مواعيده ببعض الرغبات بحيث يصبح ملتقى على
أقل تقدير «خليجي» فيعرف الجميع موعده ويتضمن العديد من الفعاليات والبرامج.
ومن الأشياء التي ينتظرها الفوتوغرافي السعودي توحيد الجهود، وصدق الوعود، وتقديم
المقابل المادي المناسب للمصور والاحتفاظ بحقه الأدبي.
إضافة إلى ذلك فإن هناك شريحة من المصورين بعيدين عن المدن ويمتلكون المواهب، فمن
المناسب التواصل مع بعض الجهات والتنسيق لإقامة الفعاليات
كما أن المكتبة الفوتوغرافية السعودية تعد فقيرة في هذا الجانب فكم نتمنى أن تسعى
الجمعية لإيجاد طرق لدعم هذا الجانب.
****
قال: لا يجب أن يتقاطع عمل الجمعية مع عمل الأندية.. البازعي:
سندعم الموسيقى.. ونعمل على نظام للجمعية يحقق الانتخاب
لمّح - بصورة لا تخلو من تأكيد - رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ
سلطان البازعي إلى أن المهمة الرئيسية التي أنيطت بمجلس الإدارة الجديدة هي وضع
نظام جديد للجمعية يحدد الرؤية والرسالة ويطور العضوية وارتباط الأعضاء بالجمعية
ومسؤولياتهم وحقوقهم.. ما يقود في نهاية الامر إلى إيجاد النظام الانتخابي الذي كشف
عنه البازعي سابقاً.. وأكد الأستاذ البازعي ل «الجزيرة الثقافية» النشاط الموسيقي
سيحظى بالدعم والتطوير من قبل المجلس.. مضيفاً أن الفعل الموسيقي قائم في الجمعية
حتى وإن دُمج ضمن أقسام أو لجان أخرى.
وبين البازعي أن عمل الجمعية لا يجب أن يتقاطع مع عمل الأندية الأدبية بل يتكامل
معه.. مقراً في سياق آخر بضعف حضور الجمعية إعلامياً واعداً بتطوير أدوات التواصل
مع الفضاء الإعلامي..
فإلى تفاصيل الحوار الذي يظهر فيه الأستاذ البازعي «مسؤولاً» لا زميلاً وأستاذاً
إعلامياً كبيراً
بعد أربعة عقود - عمر الجمعية - كيف كان الأستاذ سلطان البازعي يراها من بعيد؟ وما
هي عليه الآن بعد دخولك رئيسا لمجلس إدارتها؟
- كنت مثل غيري من المتلقين الذين يرتفع سقف توقعاتهم من هذه المؤسسة المعنية
برعاية الثقافة والفنون، واليوم استشعرت حجم المسؤولية.
مدير عام جمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل يقول عبر «عكاظ» في عدد
رقم 4001 وبتاريخ 31 مايو2012م، أن الجمعية مؤسسة ذات صفةٍ اعتبارية مستقلة تأخذ
إعانتها من وزارة المالية ولا تتبع لوزارة الثقافة والإعلام.. ما هي مرجعية
الجمعية؟
- هذا صحيح، هي مؤسسة ذات شخصية اعتبارية يصح إعتبارها من مؤسسات المجتمع المدني،
وقد رعتها الدولة منذ تأسيسها في كنف الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عهد الراحل
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله، حتى انتقلت المسؤولية لوزارة
الثقافة والإعلام في السنوات الأخيرة، والجمعية مثل الأندية الأدبية يفترض أن تكون
مرجعيتها الجمعية العمومية حين يوضع نظامها.
في مصافحتك الأولى لأعضاء الجمعية أشرت إلى أن مجلسكم هو المجلس الأخير في التعيين
.. بمعنى أنكم تزمعون إعداد الجمعية وفروعها لمرحلة الانتخابات أسوة بالأندية
الأدبية.. ماذا عن هذه الخطوة؟
- هذه أمنية ومنهج عمل لمجلس الإدارة الجديد، وقد إلتزمت مع زميلاتي وزملائي
بالمجلس بأن نعمل على تحقيق هذا الهدف الذي سيتحقق بوضع نظام للجمعية يحدد الرؤية
والرسالة ويطور العضوية وإرتباط الأعضاء بالجمعية ومسؤولياتهم وحقوقهم، ومن واجبنا
الذي كلفنا به قرار التعيين وضع هذا النظام، ولاشك أننا سنأخذ في الاعتبار تجربة
الأندية الأدبية، لكننا مكلفون أيضاً بأن يستمر نشاط الجمعية وفروعها بنفس الزخم إن
لم يكن أكبر حتى يكتمل هذا النظام وتتضح ملامح الخطة الاستراتيجية الجديدة.
أعضاء مجلس الإدارة الجدد يلاحظ أنهم متابعدي الاهتمام والأنشطة والميول .. لماذا
غاب أهل الصنعة - وإن وجد بعضهم -؟ وهل كان لكم دور في اختيارهم؟
- أعضاء مجلس الإدارة هم من داخل المشهد الثقافي ممارسين ونقاداً، وأنا فخور بعملي
مع هذه المجموعة التي يجمعها الحرص على تطوير العمل، وإذا استثنيتني شخصياً حيث آتي
من جانب المتلقين، فكلهم ممارسون للعمل الثقافي والفني.
ماذا عن المقر الرئيسي للجمعية .. متى تضعون عصا الترحال في مقر دائم؟
- المقر الرئيس للجمعية ومقرات الفروع هي واحدة من أبرز النقاط المطروحة على جدول
أعمال المجلس، وتعلم أن الدولة منحت الجمعية أراض في معظم المحافظات التي يوجد فيها
فروع، ومن مهامنا إيجاد التمويل اللازم لبناء هذه المقرات.
ماذا عن التوسع في فتح فروع جديدة للجمعية في بعض المدن والمحافظات؟
- حتى الآن فإن الميزانية التي تعمل الجمعية من خلالها تعتمد على الإعانة الحكومية
التي هي بالكاد تكفي لتغطية مصاريف وأنشطة الفروع القائمة، ومتى ما تغير هذا الوضع
فإن من واجب الجمعية في ظني أن تتوسع أعمالها لرعاية الثقافة والفنون في كل مناطق
ومحافظات المملكة.
هناك بعض الفروع التي تلقت طلبات من عدد من المهتمين بالمجال الموسيقي لفتح قسم
للموسيقى (الأحساء مثالاً).. ما العائق من فتح أقسام موسيقية في فروع الجمعية وفي
مقرها الرئيس ودعم هذا المجال والاعتناء به بدلاً من إذابته وضمه إلى لجان أخرى مثل
لجنة الموروث والإنشاد ونحوها؟
- لا يوجد عائق، بل أن النشاط الموسيقي قائم حالياً، وإن كان تم دمجه في أنشطة
الفنون الشعبية في مرحلة ما، لكننا نعتزم أن نعطي لهذا النشاط ما يستحقه من عناية
وما يتوافق مع تطور الأداء الموسيقي في بلادنا.
في مقر الجمعية هناك من يسعى إلى تحويلها إلى مجرد إدارة عامة تدير العمل الإداري
وتصطبغ بمضامين المكاتب والواجهات الإدارية مع تغييب للعمل المهني الفني والتراثي
.. لماذا؟
- العمل الإداري وسيلة وليست غاية، فهو في الأساس أوجد ليخدم الأنشطة المختلفة عبر
الإدارة المنضبطة للموارد والإمكانات، وأظن أن إنشاء الإدارة العامة للجمعية كان من
الخطوات التأسيسية الرائدة التي تحسب للمجلس السابق برئاسة الدكتور محمد الرصيص
بإتجاه عمل مؤسسي حقيقي يدعم الأغراض الرئيسية للجمعية.
هناك من يقول إن وزارة الثقافة والإعلام تهمش دور جمعية الثقافة والفنون ولا تلتفت
لها في جانب التنظيمات الإدارية والدعم المادي مقارنة بما يحدث للأندية الأدبية..
ما تعليق؟
- هذا قول لا يطابق الواقع، بل على العكس تماماً ما لمسته من حرص معالي وزير
الثقافة والإعلام ومعالي نائبه. ونهج الوزارة الذي شهدناه جميعاً هو في إعطاء هذه
المؤسسات الثقافية الاستقلالية الكاملة لتمارس دورها الحقيقي كمؤسسات مجتمع مدني
ترعى النتاج الثقافي في البلاد، فلا يوجد أفضل من المثقفين والفنانين لإدارة
شؤونهم، هذا النهج الذي بدأ مع الأندية الأدبية سيستمر بإذن الله مع الجمعية حسب
التكليف الذي أعطي لمجلس الإدارة.
ميزانية الأنشطة في فروع الجمعية في العام لا تتجاوز ما يقارب 200 ألف ريال.. كيف
لتلك الفروع أن تنهض بدورها في ظل هذا الدعم المالي المتدني؟
- صحيح هو وضع مؤلم وغير مقبول، فثقافتنا وفنوننا تستحق أكثر من ذلك، لكن لك أن
تعلم أن معظم ميزانية الجمعية تذهب لإيجارات المقرات وصيانتها، وهي مقرات متهالكة
في الغالب، وكما قلت لك فإن من أولى مهامنا هو تغيير هذا الواقع المؤسف.
الجمعية تنهض بأنشطة متنوعة مثل المسرح والتشكيل والتصوير الضوئي والفنون الشعبية
ومن المفترض الموسيقى والسينما هي أنشطة تحظى بقاعدة اهتمام جماهيرية كبيرة بعكس
الشعر والقصة التي تقوم عليها الأندية الأدبية.. ومع هذا تبرز محدودية الدعم
والاعتناء الحقيقي بها... لماذا؟؟
- في الأصل أن عمل الجمعية لا يجب أن يتقاطع مع عمل الأندية الأدبية بل يتكامل
معها، والجمعية إذا اهتمت بالشعر على سبيل المثال، فإنها قد تركز على جانب الشعر
الغنائي، أو الشعر المرتبط بالفنون الشعبية، لكن بصدق نحن نؤمن أن كل نشاط تقوم به
أي جهة سيكون رافداً للحركة الثقافية بشرط أن يكون إضافة حقيقية. من جانب آخر فإن
الجمعية ستطور اهتمامها بالسينما والفيديو، والفنون الحديثة التي تطورت أدواتها مع
التطور التقني مثل الجرافيك ديزاين، ومحاولات الشباب في برامج مثل الفوتو شوب
وغيرها من أدوات الإبداع الحديثة.
يلاحظ أن بين الجمعية والمتلقي حلقة مفقودة تتمثل في الشأن الإعلامي .. ما الذي
تعدونه للنهوض في هذا المجال الحيوي المهم؟
- الإعلاميون المهتمون بالفنون هم أصدقاء للجمعية، ومن المؤكد أن من واجبنا تطوير
أدوات التواصل معهم من منطلق الشراكة فهم بالتأكيد قناتنا الرئيسة للوصول للمتلقي.
هناك من يرى أن الجمعية تُحارب بشدة لدفن الفنون بدلا من تشجيعها بسبب توجه فكري
معين ما تسبب في موتها في مهدها الذي ما زالت فيه منذ 40 عاما.. ما تعليقك؟
- يحمل هذا القول ظلماً شديداً للجمعية ومن قام عليها منذ إنشائها، فليس من الممكن
أن تحارب الجمعية لدفن الفنون وهي التي أنشئت لإحيائها، قد تكون خبت أنشطتها لظروف
معينة، لكن من المؤكد أن السعي للتجديد قائم بدليل تغيير مجلس الإدارة عدة مرات في
السنوات الأخيرة.
متى يعود رموز الجمعية من ممثلين وفنانين كثر ومؤرخين وتراثيين وإعلاميين إلى أحضان
الجمعية بعد أن (قلبت لهم على مدى أعوام سالفة ظهر المجن) كما تقول العرب ..؟
- هؤلاء الرموز جاءوا في حفل المعايدة الأخير بحب، واستقبلتهم الجمعية بحب أكبر،
لهم علينا حق استمرار التواصل معهم، وللأجيال الجديدة علينا حق أن ننقل لهم خبرات
وتجارب هؤلاء الرموز.
يلاحظ على إصدارات الجمعية ندرتها وتوقف المجلات عن الصدور .. ما علاجكم الواعد
لهذه المشكلة التي تبتر التواصل بين المتلقين والجمعية؟
- مجلة الجمعية مستمرة في الصدور ونسعى لتطوير فكرتها ومنهجها وقنوات توزيعها لتصل
للمهتمين رغم ما تعرفه من الصعوبات التي تواجه أي مطبوعة في الوقت الحاضر، وكذا
الأمر بالنسبة لبقية المطبوعات، إلا أننا نسعى لتعزيز حضور الجمعية في الفضاء
الألكتروني لنخلق منصة إبداع جديدة قادرة على احتواء المواهب والقدرات ولتكون قناة
توصيل لثقافة وفنون المملكة العربية السعودية.
حادثة سقوط سور فرع جمعية الثقافة والفنون في المدينة المنورة ووفاة سكرتيرها فتح
ملف مقرات الفروع.. هل هناك توجه لإيجاد مقرات رسمية خاصة مصممه بطريقة تتيح لها
النهوض بدورها الحضاري على أكمل وجه؟
- كما ذكرت لك هذا الملف مفتوح وسيظل مفتوحاً على طاولة مجلس الإدارة والإدارة
العامة، ولن يقفل حتى نجد الحل الدائم الذي نتطلع إليه جميعاً ويتطلع إليه بصفة
خاصة أعضاء الجمعية والمبدعين في كل مناطق ومحافظات بلادنا.