عندما قررت إدارة جامعة الأميرة نورة استحداث كلية التصميم والفنون تم تأسيسها على أعتاب قسم التربية الفنية الذي استمر ولسنوات عديدة المصدر الوحيد لاحتواء المواهب الفنية للفتيات فكانت المواد التربوية متوازية مع مواد التخصص التشكيلي، وكانت القيمة التربوية هي الأعلى لهدف تأهيل معلمات لمادة التربية الفنية، أما اليوم في الكلية الجديدة تتشكل ملامح ذات بعد جديد، يتجاوز مدى التربية رغم أهميتها إلى حيث تخريج فنانات ومصممات في كافة مجالات الفنون البصرية؛ ومع اكتمال الانتقال للمباني الجديدة والحديثة التي تم تزويدها بالتجهيزات المناسبة لإجراء أدق التقنيات، إلى جانب وجود جاليري خاص بالكلية، وعندما تعود بي الذاكرة إلى مرحلة دراستي للبكالوريوس واستعيد المباني والقاعات الدراسية والنظام الدراسي وغيرها، أغبط حينها طالبات الجامعة حالياً، وفي نفس الوقت أتطلع وعلى أيديهن إلى تقديم ما يليق بهذه النقلة من حيث المخرجات الأكاديمية والفنية على حد سواء، لقد حان الوقت في ظل توفر الإمكانات إلى تقديم ما كنا نحلم بجعل حيز وجود له سواء في الجامعة نفسها أو على مستوى مدينة الرياض من بصمات فنية اجتماعية تفعل بجدية وتترك أثرها في وجه الرياض الثقافي والسياحي، كالمشاريع الصغيرة واستحداث جمعيات علمية في مجالات الفنون البصرية تدعمها الجامعة وتشجع عليها، وتشكيل الأندية الطلابية الفعالة في هذه المجالات، وإتاحة الفرصة لها لشق طريقها واثبات ذاتها في المجتمع، فالفترة التي نعيشها حاليا مرنة بقدر كبير اتسعت معها أفق النظرة إلى المرأة بشكل عام والمرأة الأكاديمية بشكل خاص، يأتي ذلك بدعم وتشجع من حكومتنا لما تؤمن به من ضرورة إشراك المرأة في تدوير عجلة العلم والثقافة والاقتصاد أيضاً, لما تملكه من طموح وإرادة كبيرين دفعاها لشق طريقها وتحقيق أحلامها على أرض الواقع.
Hanan.hazza@yahoo.com