بدت أمريكا للعرب ليس كأمريكا التي عرفوها قبل أحداث 9-11 -2001 فقد تغيرت أمريكا وأهل أمريكا على العرب والمسلمين من الدارسين أو الزائرين أو على رجال الأعمال، فيستقبل مطار JFk بنيويورك العرب بتفتيش شديد وملفات حمراء وصفراء ولكل ملف له دلالة خاصة لدى رجال الجوازات في المطار وإلى الآن لا اعرف على ماذا ترمز تلك الملفات- ومن ثم يتم حشرنا في غرفه صغيرة جدا وننتظر إلى أن يُدعى على كل واحد مننا باسمه، وتبدأ الأسئلة مع تعبئة استمارة تشمل معلومات عنك وعن أسرتك وعن أسماء والديك وعن تاريخ ومكان ميلادهم...إلخ، وفيما بعد إذا كنت من سعيدين الحظ يتم تحويلك إلى غرفة البصمات ومن ثم السماح لك بتنشق هواء أمريكا والعيش فيها- وإذا تم تحويل الشخص إلى غرفة أخرى خاصة بالتفتيش الشديد والأسئلة الكثيرة فربما يحرم من هواء أمريكا وأهلها، ويتم ترحيل الشخص من المطار إلى الجهة القادم منها المسافر في حالة الشك في أمره. وأحياناً يتم استقبال المسافرين القادمين من الشرق الأوسط عند بوابة الطائرة ويتم النظر إلى جوازاتهم، ولعل سبب هذا الإجراء في حالة وصول أخبار خاصة عن أسماء معينة مطلوبة لدى السلطات الأمريكية !!. فدائماً ما أصادف وأشاهد امور مثل هذه في مطار نيويورك الذي استقبلني أكثر من مرة- ودائماً تكون رحلتي طويلة، فيبدأ سفري من مدينة جدة مباشرة إلى نيويورك والتي تستغرق الرحلة أكثر من أحدى عشر ساعة في الجو معلق بين السماء والمحيطات بدون توقف ومن ثم الانتظار في مطار نيويورك ما يقارب على الخمس ساعات ومن ثم السفر على متن خطوط داخلية أمريكية إما على خطوط الصن كنتري (Sun Country Airlines) أو على خطوط يونايتد (United Airlines) لمدة ثلاث ساعات ونصف إلى ولأية منييسوتا أرض العشرة آلاف بحيرة حيث عشت فيها ما يقارب الخمس سنوات،وتكون الرحلة شاقة وشيقة أحياناً برغم كل التعب والتشديد على المسافرين. يقول الكثير من الناس وخاصة من عرف أمريكا قبل الأحداث أن أمريكا قد تغيرت مئة وعشرين درجة، ولسوء حظي إنني عرفت أمريكا بعد الأحداث،لأن أي إنسان غير مستعد بأن يعيش في مجتمع أو دولة يسود على حياته القلق الشبة دائم وخاصة في المطارات أو نظر بعض الأمريكيين إليك في الشارع أو في الجامعة التي يسودها العنصرية والكراهية- وإن تغيرت أمريكا واختلفت على العرب والمسلمين خاصة بعد الأحداث فهي قد تغيرت واختلفت على الهنود الحمر أهل الأرض الأصليين الذين نكل بهم وقتلوا من قبل الأوروبيين القادمين إلى أمريكا واحتلوها بالقوة إلى أن أصبح الهنود الحمر مهمشين في أرضهم وحتى لغتهم لا تدرس في المدارس الأمريكية بل فرضوا عليهم ثقافة جديدة هي ثقافة الأوروبي ولغة جديدة وهي اللغة الإنجليزية وظل الهنود الحمر مجرد اسم يذكر في التاريخ الأمريكي ولا وجود لهم على أرض الواقع أو في الدولة الجديدة أمريكا!!- حتى زنوج أفريقيا الذين جلبوهم من أرضهم نكل بهم وعذبوا وعاشوا مأساة لا تغتفر أبداً قد تغيرت أمريكا في نظرهم ومازالوا يتذكرون مآسي أجدادهم في العالم الجديد أو أرض الأحلام التي يطلق عليها (الاسم المدلل لأمريكا)، وأيضاً أمريكا لم تكن أمريكا التي يعرفها اليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية, فبعد الحرب العالمية الثانية تم إنشاء معسكرات خاصة لليابانيين الذين يحملون الجنسية الأمريكية وجمعهم فيها وكان العداء في وقتها ضد اليابانيين لأن اليابانيين أتت مأساتهم بعد الهنود الحمر والأفارقة والآن أتى دور العرب والمسلمين، وقد تجددت فكرة المعسكرات بأن يتم جمع المسلمين العايشين هناك في معسكرات أو معسكر ليسهل مراقبهتم، وكنا كطلاب نقرأ ونسمع أفكار كهذه ونشاهد نماذج من العداء والكراهية ونظرات تشوبها الشيء الكثير من العنصرية ضد من أتى من دول الشرق الأوسط وخاصة من العرب والمسلمين. فكهذا بدأت لنا أمريكا كعرب، ومازالت هكذا!!.
batawil@gmail.com
جدة