تتعدد المواهب الإبداعية في الإحساء وتتشابه تارة، وفي تارة أخرى تنحو نحو الاختلاف والتباين والتميز والخصوصية والإنفراد، وتظهر كعلامة فارقة، تميز هذا المبدع أو ذاك.. وتتنوع هذه الإبداعات في ألوان مختلفة ولو اخترنا منها (القصة - الرواية - الشعر - الكتابات أو النصوص المفتوحة - النقد - المسرح) وبعض ألوان الفنون الأخرى كـ(الفنون التشكيلة بتعدد مدارسها، والتصوير بمختلف أنواعه)، وفي كل هذه الإبداعات تظهر لنا مواهب بين حين وآخر، هذه المواهب تُبرز نفسها على الساحة بتميزها، ونحن كمتابعين ومتذوقين ونقاد ومهتمين في الساحة الثقافية والحراك الثقافي والإبداعي تجبرنا أن نصفق لها ونمد يد الإعجاب لمصافحة أصحابها حينما تتميز وتنفرد وتبدأ الوقوف وتسير في الطريق..
آسيا البطيان مبدعة شابة ظهرت على الساحة الإحسائية كمصورة فوتوغرافية، وكذلك كاتبة في المجال الإبداعي حيث نشرت بعض إبداعها الكتابي في كتاب (إضاءة 1) و(إضاءة 2) والذي أعده الشاعرين عبد الله البطيان ومحمد ناشئ وربما انفردت بعمل قد يميزها عن غيرها ممن يشاركها في هذا الكتاب الذي سوف تكون لي وقفه معه في وقت لاحق، مبدعتنا امتهنت فن التصوير كهاوية وتعمقت فيها بالممارسة والدراسة (دورات) الخاصة بالتصوير وما يتعلق به.. آسيا البطيان فتاة متحمسة في مجال موهبتها ولها تطلعات واسعة سواء في الكتابة أو التصوير..
«التصوير يعرف بأنه عملية إنتاج صور بوساطة تأثيرات ضوئية؛ فالأشعة المنعكسة من المنظر تكوِّن خيالاً داخل مادة حسّاسة للضوء، ثم تُعالَج هذه المادة بعد ذلك، فينتج عنها صورة تمثل المنظر، ويسمى التصوير الضوئي أيضًا التصوير الفوتوغرافي». وله عدد من الأنواع منها ما يفوق على الـ 16 نوعاً منها: (تصوير الطبيعة)، والذي يجب أن تكون الصورة فيه تتضمن وجود الأرض والسماء والماء ومزج وخلط هذه المكونات مع وجود القمر والنجوم لو كان التصوير ليلاً، والتحكم في الإضاءة؛ حيث التعريض، ولا يخفى أن البطيان أجادت في هذا النوع خاصة، وإن كان ينقصها شيء من التقنيات والتي تضيف إلى عملها أكثر جمالاً لو تعمقت فيها، رغم ممارستها وتوغلها في كل الأنواع، والمتطلع والمتابع لتجربتها في التصوير يدرك هذا التميز في تصوير الطبيعة وعشقها لها، التي نشرتها في بعض المواقع في الشبكة العنكبوتية.
وإن كانت آسيا البطيان في منطقة الظل فقد أوجدت نفسها على الساحة الإحسائية في فن التصوير والكتابة الحرة، التي تهمس لنا بأنها كاتبة قادمة وبقوة، وأن فكرة كتابها الفوتوغرافي (الإحساء بعيون الطبيعة) يشير لنا عن موهبتها في التصوير، والذي تود أن يضم بين دفتيه مجموعة كبيرة من صور الطبيعة الإحسائية الجذابة والفائقة الروعة والجمال، وبفكرة هذا العمل يعتبر عملها ابتكاري؛ ويضم صوراً تحكي تحديداً عن الإحساء : طبيعتها؛ أرضها؛ سماؤها؛ بحيراتها؛ طيورها؛ مزارعها؛ نخيلها؛ أشجارها؛ أطلالها؛ شوارعها؛ جبالها؛ صحاريها؛ سواحلها؛ رمالها؛ قراها؛ مدنها؛ معالمها.. صوراً خلابة تعكس الإحساء بما هي الإحساء حسب تصورها، وهذا يحتاج جهداً يعطي مؤشراً وانطباعا كبيراً عن المبدعة المصورة البطيان، ومدى قدرتها وتمكنها من توظيف احترافها في فن التصوير، الذي أخذ ينتشر بين الفتيات خاصة، ولكنها هنا تحاول أن تفرض تميزها لوجود قوة الدافعية عندها، لم أبالغ حينما وصفت عملها بهذا الوصف فصورها هي التي تحكي عن عمق إبداعها، وفكرة كتابها (الإحساء بعيون الطبيعة) دليل وتبيان لما أقوله، لذا أكرر أن الإحساء منطقة ولادة للمبدعين في شتى المجالات، لاسيما الفنية والأدبية منها، وما البطيان إلا كنموذج أحسائي قادم يشق طريقه نحو التألق في مجالين الكتابة والتصوير، وتلميحي لفكرة كتاب (الإحساء بعيون الطبيعة) المزعم نشره، والذي يوجد بشكل أبروفة ليس ترويجاً له، بقدر ما يحمله من فكرة وابتكار وجودة في مجال هذا الفن الفوتوغرافي الجميل؛ أعتقد أنها اقتربت من إتقان هذا الفن.
وفي إطار آخر قد قرأت لها على المستوي الكتابي عدة مقطوعات إبداعية منها :
« نبضاتي هائمة بحبك..
قمة الحب
عندما يأسرك حبيبك بكل أوقاتك، فتجد روحه تلاحقك بين لحظات يومك فتستنشق من أنفاسك وتعانق دفء نبضاتك، فيكتسح جدار الصمت بداخلك، ليجعلك سجيناً بين أسلاك عشقه، لتكتفي بتمتمة خارجة من شفتيك قائلة : أحبك «
وخلاصةً؛ إن آسيا البطيان تشكل توأماً بين التصوير والكتابة الإبداعية وسوف تضيف سفراً رائعاً للإحساء إن نجحت في نشره وتوزيعه أقصد الكتاب المصور - الإحساء بعيون الطبيعة - وستنحت أسمها على الصخر رغم صلابته.!! وهنا أهمس بصوت عال من يتبنى هذه المبدعة بحماسها وجمال إبداعها..؟
Albatran151@gmail.com
- الأحساء