شهد معرض لندن الدولي للكتاب حضوراً لافتاً لكل ما يخص النشر الرقمي، من دُور نشر، ومبرمجين، وصنّاع أجهزة القراءة اللوحية والكفية، وركّز المنظمون في المحاضرات المصاحبة على تطورّات النشر الرقمي، ومجالاته، وتحدياته.
كان الورق والإلكترون يتصاحبان بلا خوف من الآخر في المعرض.
رغم أن المنافسة ستستعر بينهما في السنوات القادمة، فزيادة مبيعات الكتب الرقمية يعني انخفاض مبيعات الكتب الورقية.
ومهما حاول الناشرون الورقيون تجاهل هذه المنافسة القادمة أو الإيحاء بعدم التأثر منها، فإنها ستظل حقيقة وواقعاً، والإقرار به سيحمي دُور النشر الورقية من الانقراض، وسيجعلها تتكيف مع تطورات العصر التقني، وتغيّر وسائل القراءة بتغيّر عادات القراء، فالشباب يميل حالياً إلى استخدام أجهزة كالآي باد وسامسونج تاب وغيرها من الأجهزة اللوحية، وأجهزة القراءة الإلكترونية مثل كيندل، ويستعيضون بذلك عن العادات الكلاسيكية التي تحتاج إلى الكتب الورقية.
خصوصاً مع تطوير تطبيقات وبرمجيات توفّر للقارئ مزايا عديدة لا يجدها في الكتب الورقية مثل قراءة النصوص وترجمة أو شرح معاني الكلمات بمجرد الضغط عليها وغيرها من المزايا التي ستغيّر طريقة التلقي والقراءة.
الناشرون بحاجة إلى دراسة هذه التوجهات الحديثة وتوقع تفضيلات القراء في المستقبل، وإدخالها هذا الخط الجديد من الإنتاج المقروء إلى خططهم المستقبلية، فدار النشر التي ستقتصر على الطباعة الورقية ربما تنتهي قريباً، وستنمو وتزدهر الدور التي تنوع في منتجاتها لتتلاءم مع هذه المتغيرات لتشمل الكتب المقروءة ورقاً ورقمياً، والكتب المسموعة وربما المرئية.
fmuneef@gmail.com