إبراهيم: عَلَم أعجمي ولهذا فهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
ومعناه: عبدالله، وأصله إبراهام، وهو اسم متقدم في الفضل، وفيه حلاوة نطق وفخامة دلالة.
وعامة أهل العراق وما جاورها يسمون إبراهيم وجبر وجابر وجاسم.
وعامة أهل مصر والشام يسمون: محمد وأحمد ومحمود ومصطفى.
وإبراهيم اسم لنبي الله ورسوله إبراهيم ابن آزر صلى الله تعالى عليه وسلم. نشأ وتربى في العراق، وكان سباقاً في عقله وجسمه، حاد المزاج، شديد النظر، يميل للسمرة مع كثافة شعر اللحية والعارضين، وكان أبح الصوت مع غلظة حروف وتأن شديد وسعة نطق، وكان واعياً لحاله وحال زمانه، أو قُلْ يفقه الواقع بسعة عمق وقوة بصيرة نافذة. وكان قليل الكلام، شديد العدل على ذوي قرباه ومن معه ومن يصاحبه أو يؤاخيه. وكان من يصاحبه أو يمشي معه أو يسير معه يشعر بجانبه بالأمن والثقة وراحة لا يجدهما عند غيره مهما كان ذلك الغير.
وكان كريماً صبوراً حليماً لم يرد سائلاً.
وكان صادق اللهجة أبداً، يرهبه القريب المتزلف والسائر معه للمنفعة.
يميل للتأمل بعقله كله دون وحي من هوى.. أو ظن.. أو جور.. أو جاه.
وكان يشعر بحرارة مسؤولية الخلق حوله دون حد محدود للأرض؛ فلديه ضخامة فكر، ودراية سياسة حكم ونظر وتدبر ووعي صلى الله عليه وسلم.
وإبراهيم هو والد إسماعيل الذبيح، وإسحاق ويعقوب صلى الله تعالى عليهم وسلم.
جاس خلال العراق والشام ومصر ومكة.
وبسبب (حدة مزاحه) كان لديه ثقة متناهية بالله تعالى ثم بنفسه وما طُبع عليه من خلق وكرم وقوة ونباهة وعدل وحكم عادل في سياسة حكمه ديناً ودنيا.
تلمس في تأمل كثير مما ورد عنه في القرآن الكريم أنه: عازم حازم أواب أواه منيب رحيم عادل، يجفل منه القوى المتسلق، ويلجأ إليه المضيوم الصامت والضعيف الشاكي والمنبوذ بوشاته أو سوء فهم وتقدير؛ لهذا قال الله تعالى عنه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} وحينما تعلق به اليهود والنصارى، كل منهم ظنوه منهم، وحينما شك في أمره من شك، وشكك، قال تعالى عن هذا وذاك: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
ابن: كلمة نسبة وصفة في آن. وأجمع أهل العلم كافة على بطلان تركها بين علمين ينسب الأول إلى الثاني بنوة وأبوة، مثل: محمد بن عبدالله، فإذا حذفت أصبح الاسم مركباً للدلالة على اسم واحد فقط؛ لذا لو قرأ الإمام في الصلاة (وقال عيسى مريم) بطلت القراءة وبطلت الصلاة لاختلاف القراءة لفظاً ومعنى.
ولم يسمع عن العرب في الجاهلية ولم يسمع عن مسلم حر عاقل مكيث أنه حذف (ابن) بينه وبين أبيه خلال الرسم والكتابة، والعرف يبطله والأصل وضرورة السماع ودلالة الشرع على نحو لا يكون إلا هو دائماً.. أبداً.
ويوجد في بلاد (مالي) و(موريتانيا) وبعض بلاد شرق آسيا وجنوب شرقها أسماء مركبة ثم يرد بعد ذلك ابن، وأحياناً بدلاً من (ابن) ترد (ولد)، ومثال المركب (محمد أحمد بن علي..)
ومثال مثله: (سعيد ولد علي..).
إيه: بمعنى نعم، وهي لغة قليلة، لكنها عربية سماعية، لكن يدخلها الاشتراك اللفظي فيقال:
إيهٍ: للاستنكار.
إيهٍ: للتعجب.
إيهٍ: للاستعادة.
إيهْ بعد: وهذه لهجة تستعملها نساء (بني أسد) في القصيم وحائل والجوف وعرعر على سبيل التحدي.
وفي بلاد مصر: (إهْ ده..).
وفي بلاد السودان: (آي..).
وفي الحجاز: (إيوه..).
وأياً كان الأمر في هذا كله فإن معنى (إيه) يتضح المراد منه بدلالة الحال الداعية إليها، وجاء في القرآن الكريم: {قُلْ إِي وَرَبِّي} (يونس: 53)، {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} (الذاريات: 23).
وهي على سبيل التأكيد الإلزامي عقلاً وفطرة.
ولهذا يقال (إي هاه) بمعنى: نعم.
ويقال: (إي وين..؟) بمعنى أين هو فيجعلون الواو بدل الألف المهموزة.
ويقال: (إيه هين) على سبيل: التهديد.
- الرياض