تَجْهَلُ الأيَّامَ بالْعِلْمِ نَفْسِي
مَثْلُ مَنْ يُسْقِمُ بالْفَهْمِ طِرْسِي
مَسَّني الوَجْدُ بِكَفِّيْ، فَأغْنى
ضَامِرِيْ بالرَّشْفِ دُوْنَ التَّحَسِّيْ
راوَدَتْنِي عَنْ ظَلامِيْ شُمُوْعٌ
مِنْ رَجائي حِيْنَ أذْوَيْتُ يَأسِي
لكِنْ اسْتَعْصَمْتُ هَوْنًا، فَلَمَّا
فاقَني الجاهِلُ بَلَّدْتُ حِسِّي
كُنْتُ كَالذِّكْرى أجُسُّ الخبايا
ثُمَّ لا أمْلِكُ حَلًا بِجَسِّي
ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ ألفًا وأحْيَا
رَغْمَ أنِّيْ بَيْنَ سَيْفٍ وَتُرْسِ
وَاسْتَبَقْتُ الحَزْمَ كَيْلا أُوَاريْ
شَوْكَتِيْ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ وَنُكْسِ
يا فُؤاديْ خِلْتُ أنِّيْ أُنادِيْ
فِيْكَ صَوْتًا بَيْنَ جَهْرِيْ وَهَمْسِيْ
غابَ عَنِّيْ حِيْنَ خَلَّيْتَ مِنِّيْ
حاضِرًا يَشْتاُقُ دَوْمًا لِأمْسِ