الثقافية - عطية الخبراني
«يدعو نادي المنطقة الفلانية لأمسية شعرية» و»يدعو نادي مدينة كذا لأمسية قصصية» ثم «يدعو النادي الأدبي بكذا لمحاضرة».
ويبدو أن الأندية الأدبية ما زالت عاجزة عن إقامة نشاط نوعي يستوعب المرحلة رغم دخولها مرحلة جديدة بالانتخابات التي تعيش الآن مرحلتها الأولى. إن من أبرز ما ينتقده المتابعون للأندية الأدبية وأنشطتها هي تكرارها لما تقدم وعدم خروجها عن المألوف أو اختيار نشاط نوعي قادر على جذب المتلقي ليقطع مسافة من بيته للنادي لحضور هذه الفعالية.
وبالمتابعة فإن جل ما تفعله الأندية من جهود فيما يخص الإعلان عن فعالياتها بالصحف أو الرسائل التي ترسل على قاعدة بيانات النادي قد تساهم في خدمة الفعالية، لكن تبقى الفعالية النوعية سيدة الكل وقادرة على خدمة نفسها من خلال سرعة انتشار خبرها بين المهتمين.
كنت في حديث مع أحد رؤساء الأندية الأدبية فقال لي: إن ما نفعله هو أقصى ما تفعله الأندية الأدبية، وهو بذلك إنما أراد أن يقول «كل الأندية مثلنا وأقل منا»، وفي حديثه مؤشر مهم على غياب التنافسية بين الأندية في تقديم برامج جادة وقوية وقادرة على صناعة فعل ثقافي حقيقي.
النقطة الأخرى التي يجدر الإشارة إليها هنا هي أن غياب الشباب عن فعاليات الأندية ما زال يعطي مؤشراً على بعد هذه الفئة عن هذه الأماكن التي من المفترض أن تكون حاضنتهم الأولى وخصوصاً للشباب المبدع.
استضاف نادي جازان الأدبي عرضاً مسرحياً قدمته جمعية الثقافة والفنون بجازان، ولم يبدأ العرض إلا وقد احتشدت الصالة بوجوه جديدة جلهم من الشباب الذين حضروا لمتابعة المسرحية، وربما لفت غيري مثل ما لفتني التلقائية التي جاء بها هؤلاء الشباب في لبسهم وحضورهم، وكأنهم يقولون تلميحاً لا تصريحاً أن غياب التلقائية والبساطة في حضور فعاليات الأندية الأدبية هو أحد الأسباب التي تمنعنا من الحضور.
يخلُص الكلام إلى أن الأندية بحاجة إلى إعادة النظر في برامجها المقامة، من أجل المشاركة في صناعة ثقافة وطنية تليق بهذا الوطن الكبير.