المزادات الفنية التي زحفت على بعض المدن الخليجية فاجأتنا بأسعار كبيرة، ولا أعلم في الواقع مدى صحة أو واقعية ذلك؛ هناك مبالغة، وربما مراوغة لمنح عمل ما سعراً كبيراً، لا أعرف لمن يعود. بعض زملائنا الفنانين أحرجهم ذلك وهم يضعون أسعاراً على أعمالهم الفنية في مشاركاتهم التالية؛ هناك من يقول إن سعر لوحته وصل إلى هذا المبلغ، ولا يمكن العودة عنه، وهناك من أخذها ببساطة شديدة على أنها تجربة قد لا تعود؛ خاصة إذا لم يجد عمله المبلغ المحدد، لأنه قد لا يُدعى في الدورة التالية.
أتذكّر جوائز الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأعمالنا في السبعينات والثمانينات، فالجائزة الأولى لم تصل الألف دولار، وبأقل كثيراً الجوائز الأخرى، أما جوائز الاقتناء فكانت مصنفة، بأسعار أقلها مائتان وخمسون ريالاً في فئة (د)، ولا نعرف من سنّ ذلك وقتها، كانت هناك معادلات لإرضاء المشاركين، ولحساب قيمة الجوائز وتوزيعها على الكل، ففي النهاية نخرج جميعاً متساوين، أما الأعمال التي لا تُعرض لسبب عددها؛ فإنها قد لا تعود إلى أصحابها، ولكثير منا تجربته في ذاك الحين. قد تعود لوحتك في حالة سيئة، وكم من لوحة افتقدتها شخصياً أو وصلت متأثرة بكسر أو بشق يصعب معالجته.
الآن المعارض التي تتبناها بعض القاعات لا بد لك من أن تضع سعراً وبالتالي يكون التفاوت والتناقض بين لوحات المجموعة الواحدة، فهناك من يتفتح على الدنيا، يضع ثمناً كبيراً، وهناك من تشير عليه رفع سعر لوحته. أتذكّر إحدى زميلاتنا وفي أول معارضها الشخصية وضعت مائة وخمسين ريالاً قيمة بعض لوحاتها الصغيرة، أما غيرها ففي معرض أقيم قبل عامين في الرياض وجدت أسعاراً تتجاوز المئة ألف ريال للوحة، وما يفاجئك أن بعض تلك اللوحات تم اقتناؤها، أما صاحبة اللوحة متواضعة السعر فعادت بكل أعمالها. لم تزل الأسعار موضوعاً مختَلفا عليه، ومع ذلك حددت بعض القاعات أسعار أعمال بعض مناسباتها الفنية، كمعرض لوحة لكل بيت بما لا يتجاوز ألفي ريال، ومع ذلك وجد المعرض تسابقاً من فئات وأجيال الفنانين، وبالطبع المشترين.
solimanart@yahoo.com