مساؤكِ عِشْقٌ وبَوْحٌ مُعطّرْ
وقِنْديلُ زيْتٍ وزيْتونُ أخْضرْ
مساؤكِ يا حُلْوتي أُغْنياتٌ
وصوتٌ شجِيٌّ ونَغْمَةُ مزْهرْ
مساؤكِ حِضْنٌ شهِيٌّ ودِفْءٌ
ودُرّاقَتانِ وكُوزٌ وسُكّرْ
مساؤكِ (يا شوقُ) همْساتُ حُبٍّ
ورَفّةُ جَفْنٍ وعِطْرٌ وعَنْبرْ
إذا زُرْتُ رَوْضَكَ يهتزُّ قلبي
وينْسابُ هَمْسُ القَميصِ المُخَصَّرْ
تجولُ عيوني بأثْمارِ رَوْضٍ
تَدانَتْ قِطافاً على صَحْنِ مَرْمَرْ
فهذي كُرومٌ وهذا نضيدٌ
وعِذْقٌ رطيبٌ ولوزٌ مُقَشّرْ
وبسْمةُ فُسْتُقَةٍ حُلوةٍ
مُعَتَّقَةٍ في رحيقٍ مُعَطَّرْ
أصَخْرٌ أنا أمْ تُراني جَمادٌ؟
وحتى الجَمادُ لهُ ألف منْظَر
أُحَدِّقُ فيكِ ويزْدادُ شَوْقي
وأقْدَعُ نفْسيَ عن كلِّ مُنْكَرْ
وأغْمِضُ عيني عن المُغْرياتِ
وعن يانِعٍ من قِطافٍ مُدوَّرْ
أهِمُّ، وتمْنَعُني شيمتي
وأُغْضي حَياءً وفي القلبِ خَنْجَرْ
أُعيذُكِ (يا شوقُ) عمّا يُشينُ
فأنتِ لِعَمْريَ أسْمَى وأكْبَرْ
ومن يَعْشَقِ الريمَ لا يبْتَغي
هَواناً لها وهْيَ أزْكَى وأطْهَرْ
تقول: فديْتُكَ، والصّوْتُ عذْبٌ
عصافيرُ تشْدو وعَزْفٌ ومِزْهَرْ
فيَنْسابُ في الكَوْنِ لحْنٌ جميلٌ
يُغنّيهُ صوْتٌ بِواديَ عَبْقَرْ
ويطْعَنُ مُهْجَةَ غيْمٍ رقيقٍ
فَيَجْري عَقيقٌ ويَعْبُقُ زَعْتَرْ
أُحبُّكِ (يا شوقُ) والحُبُّ رِقٌّ
وإنّي بِرقِّيَ في الحُبِّ أفْخَرْ