من الطبيعي أن نجد خانة عريضة جدا لوصف الجنون في أي مجتمع ولاضير أن يكون هذا ليس وصفا لبعضها بل سمة تحدد هوية المجتمع وطريقة تعامله مع معطيات الحياة وتسارع دفتها نحو المستقبل.
الذي يجعلني اقتبس مقولة جون سي ماكسويل وهي (احد تعريفات الجنون هو أن تعتقد أنه بإمكانك أن تستمر في القيام بما تفعله وتحصل على نتائج مختلفة) هو مصداقيتها واقتناعنا الكلي بصحتها حتى القارئ والجاهل يتفقون على هذه المقولة ولكن ماهي أبعاد التزامنا بها وتأثيرها على حياتنا وكيف أننا نختزن بدواخلنا الكثير من القيم والمفاهيم الصحيحة ولكن نطبق نقيضها في حياتنا؟
لا يمكن لعقل بشري أن يتطور وهو مازال على وتيرة واحدة من التفكير ،فعلى سبيل المثال لا الحصر فمنذ تحريم استخدام الفانيليا وحتى تحريم الكاميرا نجد أن النحريم مطلق والتفكير مقيد ونجد أن العقل مأسور بين طنايا العادة والخطيئة والخوف وعدم التقدم.
لابد أن نتيقن باننا في زمن كمد البحر في تطوره وبالتالي إن بقينا واقفين فسنغرق. لماذا نظهر بمظهر الوهن والضعف ونحن نمتلك كل قدرات التقدم؟ لماذا نستهدف كل أساليب الرفض بدلا من أن نستخدم اساليب البحث عن الحلول؟هل ما يختزنه مجتمعنا من موروث اجتماعي يجعلنا نعيش في عدة شخصيات كما نلبس الثياب بأشكالها المختلفة ومناسباتها المختلفة؟
لابد أن نعلم بأنه أن لم نكن نعمل شيئا مهما في حياتنا فلايهم طول حياتنا ومداها، علينا أن لا نتطلع إلى نوم اليوم ونفيق للأكل غدا فالأهداف الضيئلة البسيطة لا تثير عزائم الرجال. فلا نترك المستقبل ملكا لمن استطاعوا أن يروا الحياة أكثر وضوحا منا علما بأن زرقاء اليمامة وليتنا أخذنا منها الرؤية.
كل من أخطأ ولم يصوب خطأه فهو يقترف خطأ آخر..
- جدة
@BTIHANI