ربما يجد الإنسان القادم إلى أمريكا ضايع وغريب فيها وليس الشخص بمفرده من يحمل نفس الشعور بالغربة فهناك آلاف من المهاجرين أو الذين أتوا إلى أمريكا من جميع دول العالم فمنهم المهاجر والطالب ورجال الأعمال, فمنهم الكوري والياباني والأروبي والعربي إلى ماله نهاية من الجنسيات، فكل الثقافات تجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية، وكل الوجوه التي تشاهدها يوميا تعبر عن موطنها فالشكل أحيانا خريطة إلى معرفة أرض هذه الوجوه، وكل من هذه الوجوه أو الغرباء تغنى للوطن وللأهل والأصدقاء بلغتها الخاصة فتجد الوطن متنقلاً في قلوب هؤلاء حيثما ذهبوا ذهب معهم ويكون الوطن في أغنية جميلة ترددها كل الألسن بلغتها الخاصة ولكن الكلمات والهدف واحد فهو الشوق والحنين والحب للوطن وأهله. كل من جاء إلى أمريكا يبحثون عن الاستقرار والتعليم فمن لا وطن له وجد وطن آخر وهي أمريكا ويبحث عن الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية وفريق من هؤلاء يبحث عن التعليم وفريق عن الزوجة الأمريكية التي تختصر له الطريق إلى المواطنة أي الجنسية. فالطالب الياباني ابن البلد العظيم البلد الصناعي العملاق والجبار لم يكتف بصناعته بل يطمح ويسعى إلى عالم آخر وهو عالم العلم فيترك بلاده ويذهب إلى أمريكا لتعلم اللغة الإنجليزية ومما شاهدته في الطلبة اليابانيين أن معظمهم متخرجي الجامعات من وطنهم ويكون سفرهم إلى أمريكا فقط لإتقان اللغة الإنجليزية خلاف الطالب الإفريقي الذي يبحث عن وطن بعد وطنه ومن ثم عن العمل والتعليم إن أمكن، ووضع الطالب الإفريقي شبيه ببعض مواطني بعض الدول العربية الذين يبحثون عن أوطان غير وطنهم خلاف طلاب الخليج العربي الغني الذي مواطنوه نوعا ما يأتون إلى أمريكا فقط لإكمال تعليمهم ومن ثم الذهاب إلى وطنهم والحصول على الوظائف الجاهزة لهم. فأرض أمريكا ملتقى الوجوه والشعوب والثقافات فهناك يلتقي الملايين من البشر من مختلف اللغات والجنسيات والأديان وأمريكا تحصد جهدهم وعرقهم وملايين من الدولارات من الضرائب ورسوم الدراسة والعلاج والسياحة، فهناك اختلفت الهموم والهدف واحد ألا وهي أمريكا التي ترهق وتتعب من عرفها ومن لم يعرفها.
- جدة
batawil@gmail.com