* * لم يكن للصحيفة - حينها -رسامٌ متفرغٌ يقرأ المادة ويضع الرسم التعبيري الملائم لها سواء من الأرشيف السابق أو الإبداع الموازي ، ربما لامتلاء ملفات القسم الفني بمئات « إن لم يكن بآلاف « الرسوم المتنوعة بين ملامحَ ووجوهٍ ومتخيّلاتٍ ولقطات .
* * وإذ ما تزال المادة الإبداعيةُ « تحديدًا « قاصرةً دون مصاحبتها برسمٍ ووسمٍ ملائمين ؛ فقد التزم القسم الفنيُّ باستلام الصفحات المخرجة ووضع الصور وفقَ الشروح ، واختيار الرسمات المعبرة مع النصوص وفقًا لموضوعاتها .
سارت الأمور بشكل جيد في معظم مسافات الركض التحريري ،لكن الخطأ يذكر ولو كان واحدًا وينسى ألفُ صح ، وما كنا بحاجةٍ لتعثرٍ يفقدنا أحد كتّابنا أو شعرائناْ ، لكن هذا ما حصل في موقفٍ محرجٍ لم تُواره السنون .
* * بعث الصديق الدكتور عبد الرحمن السماعيل « الملحق الثقافي السعودي في الدوحة حاليّا « بنص شعري « رثائيّ»معبرٍ خصّ. « الجزيرة « به للعلاقة التي تربطه بصاحبكم ،وكان وما يزال من « المقِلين» في النشر رغم تميزه ناثرًا وشاعرًا وباحثًا ؛ فكان كما المؤلفة قلوبهم استمالةً لهم كي يعبروا المسافة بين الصمت والكلام ، وما نزال نحاول إقناعه بنشر ديوانه وجمع أبحاثه ويعد ثم يخلف، وآخر مواعيده مرجأٌ حين تقاعده ؛ فلعله يلتزم إذ لا نستطيع أن نلزم.
* * توفيت شقيقةُ الشاعر بشكل مفاجئ؛ ما جعل الفاجعة أكبر، وكتب السماعيل قصيدةً مؤثرة استدرت أحاسيس الشاعر واستأثرت يصادق المشاعر واحتفى بها التحرير الثقافي صفّا وتصحيحًا وإخراجًا وتركها في عهدة القسم الفنيّ لملءِ الفراغ المصاحَب برسمٍ ذي صلة.
* * أخبر صاحبُكم صاحبَه بموعد النشر من الغد ، وباتا على موعدٍ مع صفحة ثقافيةٍ تتصدرها القصيدة ، وجاءه صوت الشاعر فتوقع شكرًا للاحتفاء ووعدًا بالمواصلة غير أنه ووجه بانتقادٍ حاد وغضب عارم وعزم على مقاطعةٍ دائمة.
* * اجتهد القسم الفني؛ فقرأ مفتتح النص بوصفه موجَهًا لامرأة ولم يستوعب غرضه التأبينيّ فاختار أجمل رسمةٍ لأجمل فتاةٍ « بشَعرٍ ونحرٍ وألق وتأنق وبنطال جينز» مكبرةً بحجم النص وطوله ؛ فضاع المعنى وانهدم المبنى ، وجاء الهدفُ مقلوبًا ؛ فلا الشاعر عبّر ولا القارئُ تفاعل ولا الصحيفة استفادت ولا صفحة الثقافة كسبت كاتبًا وشاعرًا جديدا.
* * لم يشكُ أحدًا ؛ فما اعتاد أن يفعل مهما كان حجم الخطأ ، ومسؤوليته لا تعفيه من تحمل تبعاتها، ومضت المسيرةُ بهدوءٍ ورتابة ، وفيها ما يسيء كما يسر ، ومن أجملها حين التقى بشاب نابه فاجأه حضوره ، وهو ماستحكيه سيرة الكرسي الخميس القادم بحول الله.
Ibrturkia@gmail.com twitter:@abohtoon