إنها كارثة أن يتفوه فئام بمفردات تنال من جناب الشخصية البشرية الأعظم على مدار التاريخ,تلك الشخصية التي أحدثت ذلك التحول الفكري المذهل في المجتمع الوثني ,بل وفي كل المكونات التي كان لها احتكاك بقدر ما بالحراك المحمدي في هاتيك الحقبة الزمنية وما تلاها.
ألا يدرك أولئك أن حُب الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام واحتذاء سنته هو أعلى ضروب التعبد,وأن إجلاله قيمة سلوكية كبرى تمنح من تمحض لها قدرا عاليا من الأصالة والفعالية القصوى؟!هل يليق أن يتم التعاطي بهذه الطريقة مع شخصية اصطُفيت من لدن بارئها- طبعاً بعد أن توافرت على المقدمات الشرطية اللازمة - لتكون هي القدوة المرجعية الخالدة للبشر ليتحركوا في إطارها,ويتأطروا بمنهجيتها بوصف ذلك الضامن الأول للمحافظة على الذاتية الثقافية وتمتين الهوية الحضارية ؟!
إن االتوقان إلى الشهرة والهوس بالأضواء ليس مسوغا للتطاول على شخصية تحظى بحضور تقديسي وأُمرنا باحتذاء مسلكها»وما آتاكم الرسول فخذوه»لاحظ هنا «الفاء»فخذوه تدل على ضرورة مباشرة الأخذ الفوري المرتكز على الإذعان المطلق الذي لايعتوره تذمر ولاينتابه ارتياب ولايسري إليه أي ضرب من التمنع.
إن الخطأ من طبيعة البشر ولكن صاحب الإرادة الصلبة رجّاع فهو دائما يعمل على الاستدراك والتصحيح وإعادة تأسيس الذات بطريقة قائمة على أولوية الانضباط الأخلاقي المستمد من منهج من قال ربه عنه وهو الأعلم به:»لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم»
Abdalla_2015@hotmail.com
بريدة