يوشك أن يكمل التسعين؛ منها سبعون عامًا من العمل الرسمي ليفرغ لنا العلامة الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد السابق لرابطة العالم الإسلامي ولمشروعاته البحثية التي لم يعقه عنها عمله الطويل، فحظيت المكتبة الجغرافية والتأريخية واللغوية بأكثر من مئتي كتاب «بعضها في أجزاء متعددة» ليبدو واحدًا من أهراماتنا الثقافية التي نطاول بها؛ مضيفًا إليها سماتٍ شخصيةً مشرقةً في الطيبة وحسن الخلق وتواضع الكبار والكرم والخدمة ولين المعشر وبذل العلم لطالبيه ووفائه بحق مدينته «بريدة» وبقية مدنه على امتداد الوطن وعبر العالم الذي طاف بكل أرجائه؛ فتجاوز ما زاره الرحالة قبله، وصار مرجعًا في عادات الشعوب وثقافاتها، وقد فرح محبو الشيخ بتقاعده لظنهم أنه سيستقر أكثر في الرياض، مؤملين أن يفتتح منتدىً ثابتًا خاصًا به في ليلة أو ليلتين؛ ليكون كما المجالس المنزلية ذات الأثر الكبير في تعريف الشباب على رمز مهم من رموزهم والاستضاءة بما خطه في حياته سعيًا ووعيًا وتجارب؛ أمد الله في عمر شيخنا أبي ناصر وبارك في عمله وعلمه.