الثقافية - أكابر الأحمدي
أكد الدكتور عبد الله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي أن الرئاسة ليست هدما وإزالة لمنجزات من سبقه إنما إكمال البناء وتطوير وفق ما تتطلبه مراحل العمل وأكد على أن المجلس الجديد يسير وفق رؤية وأهداف يسعى لتحقيقها كما رفض السلطه الذكورية واحترامه الكامل لكل أعضاء مجلس الإدارة.. في هذه السطور تناقشنا معه حول التقنيات الحديثة للنادي وآليات التلقي التقليدية وتدخلات السلطة في القرارات ومصير مطبوعات وملتقى النص وجماعة حوار ودعمه للسينما والمسرح عبر محاور عدة نضعها بين أيديكم.
ما هي المشاريع المستقبلية للنادي فيما يتعلق بتطوير آليات عمله وتجديد أنشطته؟
فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية فأنا من الذين لا يؤمنون بجعل مراحل العمل في المؤسسات حقبا تأريخية أو أرخبيلا من جزر متفرقة من العمل فأنا سأبني على ما وجدت وأعزز هذا البناء ومعي زملاء أعزاء وإخوة وأخوات أوفياء للمؤسسة وحرصا عليها وعلى نجاحها، وستكون خططنا التطويرية وفق متطلب المرحلة سواء على مستوى آليات العمل أو على مستوى المناشط أو حتى على مستوى الشرائح المستهدفة من المجتمع. ومن الحكمة أن أي فريق عمل جديد إذا جاء في مكان ما، يُفترض فيه ألا ينسف الماضي، أو يتنكر له، أو يعمد إلى تجاهله أو تسفيهه، وعلى أي مجلس جديد أن ينظر إلى المنجز، فما يراه محتاجا إلى بناء إضافي يضاف ونحن في مجلس الإدارة نتعامل مع منجز هذه المؤسسة، ونبني عليه، ونحاول جاهدين ترسيخ الفكر المؤسساتي، أكثر من ترسيخ الفكر الفردي.
* بشأن المطبوعات هل ستستمر في الإصدار؟
- ما يراه المجلس مستجيبا للمرحلة صالحا لها أبقيناه وما نراه قابلا للتطوير طورناه وما نرى أن الزمن قد تجاوزه أو هناك بدائل خير منه غيرناه ولكن كل هذا لا يمكن أن يحدث لمجرد أنه كان من عمل من قبلنا فأنا ليست وظيفتي هدم المنجزات ولكن إضفاء مزيد من الألق والحضور لها وفق معطيات الواقع.
* هل ستستمر جماعة حوار؟
- أتمنى استمرارها ولكن ذلك مرهونا بما تقدمه اللجنة المختصة لدراسة الملتقيات والجماعات برئاسة الدكتورة فاطمة إلياس.
* يعاني مجلس الإدارة السابق من مشكلة توزيع دوريات النادي في العالم العربي عبر موزع يتولى توزيعها عربيا فما خططكم لحل هذه المشكلة؟
- تظل هذه معضلة قائمة في كل الأندية فالتوزيع يحتاج إلى قارئ ونسبة قراءة الفرد العربي مفزعة جدا إذ تساوي أربعة أسطر في العام – كما قرأت- من هنا فكل الموزعين لا يظهرون حماسة تجاه توزيع هذه الدوريات ولكن الملف تسلمه أحد أعضاء مجلس الإدارة وسيقدم لنا دراسة وافية حوله.
* هل النادي سيعمل من خلال نشاطه الثقافي على استثمار التقنيات الحديثة وكسر آليات التلقي التقليدية؟
- بكل تأكيد والأخوة أعضاء مجلس الإدارة من الطاقات الشابة التي تحسن وتتقن التعاطي مع التقنية الحديثة وكلهم أظهروا لي طموحا في استثمار هذا الجانب وسوف ترون – إن شاء الله- موقع النادي مميزا, وقد نعقد محاضرات وأمسيات وندوات عن بعد، كما أن آليات التلقي التقليدية لا يمكن الاستغناء عنها.
* التدخلات في قرارات مجلس الإدارة من جهات أعلى سلطة كانت مشكلة تواجه المجلس القديم كيف ستتعاملون معها؟
- لا أعرف عما سبق ولم أطلع على كثير من العوائق التي كانت تصادف الإدارة السابقة إلا شذرات مما نقل لي غير أن قناعتي أن لكل مرحلة ظروفها وإستراتيجيتها ولكن في المرحلة الحالية أنجزت الوزارة لائحة وهي لا تسمح بالتدخل إلا بما يخدم مصلحة النادي وينسجم مع التوجهات والتوجيهات التى تحمل سموا في الهدف والغاية.
* إذن كيف تفسر تداعيات تدخل الوزارة كما حدث في الدمام مع العلم بتصريح ناصر الحجيلان بأن الوزارة أو الوكالة لن تتدخل في عمل الأندية؟
- في تصوري أن التدخل لا يحدث إلا حينما تستدعي ظروف المؤسسة ذلك ونحن لا نتذمر من التدخل الذي يقدم بصيغة التوجيه والنصح ومنطقه الحرص على المنشأة والحفاظ على سمت الثقافة وقيمتها وتأثيرها ونرحب بكل رأي فيه إعانة على النجاح وبخاصة من مسؤولي الوزارة فنحن شركاء في نجاح هذه التجربة الفتية أو فشلها – لا سمح الله- والدكتور ناصر التقيته في أكثر من مناسبة رسمية فألفيته متواضعا خلوقا يحمل هم المسؤول وهمة الراغب في التطوير.
* هل سيقتصر دور المرأة على ممارسة النشاط الثقافي النسوي فقط وكيف سيدعم دورها؟
- لا أحب الزج بهذه الثنائية (الرجل والمرأة) لأننا سنعمل في مجلس الإدارة فريق عمل واحد نتشارك في اللجان ونتواصى على الإنجاز ونتواصل فيما يخدم النادي ويحقق النجاح، ومن حسن الحظ أن زميلاتي في المجلس أستاذات جامعة لديهن من الوعي والثقة بالذات ما يبعد عنهن هاجس التهميش وتوهمات السلطة الذكورية التي بدأ بعض من غض عقله وخفت موازين الفكر عنده تكريسها.
* تعاني بعض الفرق الأهلية من عدم وجود مقرات لعمل البروفات المسرحية فهل سيفتح النادي المجال لهم؟
- النادي لديه قاعة جاهزة ويمكن الإفادة منها في ضوء آليات تنظيمية معينة بحيث لا تتعارض مناشط الجهات المستفيدة مع مناشط النادي والزملاء في مجلس الإدارة وضعوا آليات عمل ورسوم رمزية تعيين النادي على التكاليف المترتبة على استعمال مرافقه. وبالمناسبة أتمنى من الجهات المعنية إذا وردها طلب بهذا الخصوص أن تطلب الرأي من النادي وبناء على ما يردها من النادي يتم اعتماد مكان وزمان الفعالية.
* هل ستستمر دورات ملتقى النص في السنوات القادمة أم سيكون لكم توجهات جديدة؟
- نعم سيستمر ولكن رحل هذا العام لفترة قادمة نتيجة لتأخر صدور قرارات المجلس وعدم عمل تصور كامل لبرنامج هذا العام من قبل الإدارة السابقة فضاق الزمن ولا نرغب في إقامة عمل عاجل تشوبه المثالب لأن الملتقى يستحق ترتيبا وتنظيما ويغشاه باحثون وعلماء ونقاد ومفكرون وكل هذه تحتاج إلى تنظيم محكم.
* الخلاف بينك وبين الدكتور عبد المحسن القحطاني حل أم لا زال مستمرا؟
- لا أعرف أن بيني وبين الدكتور عبد المحسن خلافا فنحن رسل علم وقدوات لطلابنا وكلهم يعرفون حقيقة العلاقة بيننا واليوم هو عضو أسعد بوجودي معه في مجلس إدارة واحد وأما الاختلاف في الآراء والأفكار فهو سنن البشر وهذا أمر إيجابي لأن تعدد الآراء مظنة أخيار الأصلح والأصوب.
قدمت استقالة عبد العزيز قاسم وعبد المحسن القحطاني هل قبلت؟
عبد العزيز قاسم أعده أخا وفيا للثقافة وللنادي ولم أعرف شيئا عن ما تقولين أما عبد المحسن القحطاني فقد غاب جلستين للمجلس ولكن أعهده وفيا للنادي يحمل ولاء للمجلس تجعل كل المآرب الشخصية تختفي ونحن في المجلس نتطلع أن يكون بيننا قريبا.
* نرى تسامحاً من قبل بعض الأندية مع المسرح والسينما والموسيقى ومع التيارات الفكرية المتنوعة هل سيتعامل نادي جدة مع كل ذلك ببطء وبتحفظ شديد؟
- كل ما يخدم الأدب والثقافة ورسالة النادي سيجد الترحيب والقبول وكل ما يعارض أو يناقض رسالته فسينظر إليه بحسب ظروف الزمان والمكان.