وميض
من راسم إلى تعاكظ
عبد الرحمن السليمان
|
ظهرت مع بداية العام الهجري الجاري في مدينة الطائف مجموعة فنية تشكيلية تحت مسمى (تعاكظ) والتسمية مشتقة من عكاظ السوق العربي الثقافي أو الأدبي الشهير وتضيف عليها التشكيلية لتمثل شكل المجموعة أو اهتمامها، والمجموعة تشكلت من مجموعة ممارسين للتشكيل (حمدان محارب وفيصل الخديدي وزايد الزهراني ومحمد الخبتي ومحمد عيضة الثقفي وسامي جريدي المنصوري وفهد القثامي ووفاء الطويرقي وسمر العرابي) ووزعت المجموعة على بعض أفرادها بعض المهام والمسؤوليات.
تصف نفسها بأنها (جماعة تشكيلية فكرية قامت على هاجس ومعاناة الإنسان فتجاوزت بطرحها المكان والزمان) وانطلقت منذ بداية العام وبعد الموافقة على قيامها بأنشطة تتمثل في معارض جماعية وأخرى فردية لبعض أعضائها، وتعاكظ كمجموعة يظهر عليها تنظيما في تقاريرها الإعلامية وحفظها أرشيفا يوثق انطلاقتها ومسيرتها التي لم تتجاوز العام وسعت أن توجد نوعا من المشاركة بالوسط التشكيلي المحلي فاستقطبت لأحد معارضها أعمالا للراحلين عبدالحليم رضوي وهاشم سلطان بجانب أعمال لطه صبان وعبدالله حماس وعبدالعزيز عاشور وأحمد حسين ومنى القصبي، وعلى مستوى الأنشطة المنبرية تضع في برامجها مشاركات إعلامية لخيرالله زربان وسهيل الحربي وربما غيرهما، وتضع لسيرها خطة نجدها في التقرير الذي توزعه على بعض المهتمين والإعلاميين، والواقع أن خطوات المجموعة جيدة إذا ما استمرت وفق تطور نوعي فيما ينتجه أعضائها وليس الحرص على كم الأنشطة أو المعارض أو الملاحقة الإعلامية التي نلمس بعض التجمعات تسعى بل وتركض إليها.
تعاكظ في الطائف كانت على ما يبدو نتيجة للقاءات أخوية بين بعض الفنانين المتحمسين من أبناء هذه المدينة الذين شكلوا المجموعة إلا أن هذه المدينة بها عدد من الفنانين التشكيليين المعروفين، فقد سبق وأن حضر بعض الفنانين - من أعضاء المجموعة - في نشاط صيفي في المنطقة الشرقية وأقاموا ضمنه معرضا في أحد المجمعات التجارية كان بمثابة تعريف بالأسماء والتجارب الشابة التي مثلت توجها تحديثيا يسعى لمواكبة المطروح على مستوى الساحة المحلية ولا أقول كما تقول المجموعة إنها (تجاوزت بطرحها الزمان والمكان) والواقع أن مثل هذه الإشارة وإن بدت أو أخذناها بحسن نية فإنه يفترض أن تمثل معرفة بالساحة التشكيلية المحلية وأن ما تقدمه المجموعة لم يصل إلى هذا التجاوز الذي أشارت إليه فأي مكان أو زمان مُتجَاوز؟ والطائف التي أنجبت هذه المجموعة الطموحة والمتوثبة للبروز في الساحة التشكيلية المحلية سبق أن قدمت العديد من الفنانين الذين عرفتهم الساحة نشطين بالمشاركات والتواجد في المعارض أشير إلى (جميل الجفري وحماد الجعيد وعبده ياسين عبدالله إدريس وهاشم المهنا) كما وظهر عدد من الأسماء التي شاركت بين فترات متفرقة في المعارض المحلية خاصة داخل الطائف وخارجها، من بينها (سعيد الخضري وأحمد الخضري ومحمد ردة وطلال الشريف وخيرالله تركستاني وسعود النفيعي ومحمد الشهري) والطائف كانت أن استضافت منذ السبعينات الهجرية دورات صيفية حضرها عدد من فناني المملكة المعروفين - فيما بعد - مثل الراحل محمد السليم وسعد العبيد وعبدالعزيز الحماد الذي اشتهر ممثلا تلفزيونيا وغيرهم، وكانت وزارة المعارف آنذاك تشرف على هذه الدورات فأقامت في العام 1378 معرضا فنيا يعتبر من أوائل معارض التربية الفنية إن لم يكن أولها، بل إنه ظهر من الطائف فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير يمكن اعتباره الأقدم بين فناني البلاد، هو محمد راسم الذي ولد في الطائف وكان عمره قرابة الثمانية أعوام عندما انتهت الحرب العالمية الأولى، هذا الفنان الذي درس الفن في إسطنبول بتركيا عرض لوحاته في جدة ورسوماته الكاريكاتيرية في بعض الصحف المحلية.
بالتالي فمجموعة تعاكظ وهي في عامها الأول وبهذه الحيوية يعنى أننا أمام فنانين يظهرون على خلفية نشاط وحيوية سابقة في مدينتهم، نتمنى أن يقدموا أسهاما تشكيليا وثقافيا فاعلا وأن يكون تواجدهم حقيقيا متواصلا مع كل المستجدات التي تشهدها الساحة المحلية على الأقل وأن يعملوا متماسكين منفتحين على الساحة ومنجزاتها وبعيدين عن ما يقف عثرة في استمرار عطائهم الفني.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
