بسط الشروق ضياءه متبسما |
فسناه من وطن تألق في السما |
وبلابل الأغصان للكون شدت |
والبحر غنّى للورى وترنما |
وشذى الخزامى من خمائله سرى |
يهدي العطور إلى البرايا مفعما |
وصحائف التاريخ تروي للمدى |
والعالمين حروف مجد قد سما |
وصروح نهضة موطني شهدت له |
بين الأنام بأنه غيث همى |
يسمو إلى قمم الحضارة والعلا |
ويروم في فلك المعالي الأنجما |
وحماته مثل الجبال صمودهم |
الكل في درب الشهامة أسهما |
وطن حوت طهر القداسة أرضه |
وإليه من نطق الشهادة يمّما |
من أرضه بزغت رسالة أحمد |
وأنار دين الحق آفاق الحمى |
ولقد تبارى بالنوال ملوكه |
في خدمة البيتين راموا المغنما |
فانساب للحجاج نهر عطائهم |
وتمثّلوا عند الضيافة حاتما |
سلموا وداموا للبلاد دروعها |
وعماد عز بالمكارم قائما |
وطني فديتك في شراييني دم |
يغدو نميرا إن ألمّ بك الظما |
ليست حروفا من بياني صغتها |
بل صوت نبض بالولاء تكلّما |
وسهام موت من كنانتها مضت |
تردي البغاة وكل من سفكوا الدما |
وتقول ويل للطغاة إذا بغوا |
خسئوا ومن قصد الخيانة أجرما |
سنشيد صرح بلادنا بعظامنا |
فتكون للأمجاد دوما سلّما |
وطني حماك الله من كيد العدا |
وبقيت في حلل السلام مكرّما |